خسفوا إذ لهم سنا واعتلاء ... ما لهذي البدور منها انجلاء
آه واحسرتا لرزء الحسين
كم بها صادت البغاث نسورا ... كم بها صارت السروج قبورا
كم بها استوسد الكرام صخورا ... كم بها رضت الخيول صدورا
آه واحسرتا لرزء الحسين
وردته الخطوط منهم وقالوا ... مل إلينا بسرعة ثم مالوا
عنه إذ حل في فتاهم فحالوا ... بينه والفرات ثم استطالوا
آه واحسرتا لرزء الحسين
وعدوا النصر ثم خانوا عهودا ... أوثقوا عقدها وصادوا أسودا
بذلوا دونه النفوس سعودا ... حينما شاهدوا الجنان شهودا
آه واحسرتا لرزء الحسين
غاب فتيان أهله والكهول ... فغدا السبط يشتكي ويقول
وله مدمع عليهم همول ... هل بقي من يعين يا قوم قولوا
آه واحسرتا لرزء الحسين
لست أنسى الحسين فرداً وحيداً ... ورضيعاً له سعيداً مجيدا
قصدوا بالنصال منه وريدا ... وسقوه الردى فأضحى شهيدا
آه واحسرتا لرزء الحسين
ومن جملة قوله ونظامه وبديع شعره وكلامه:
معاشر إخواني سلام عليكم ... لقد دمعت عيناي شوقاً إليكم
ولا غرو إن جسمي ثوى أرض غربة ... فروحي وقلبي ثاويان لديكم
ومن مقاطيعه قوله:
علا هلالي على تلال ... فضاء منه فضاء مهمه
فقيل نور فقلت نور ... وقيل نجم فقلت مه مه
توفي رحمه الله في القرن الثالث عشر.