لبيك يا من بالبكا أشبهتني ... لكن بلا فقد من الخلان
نوحي فنوحي في بحار مدامعي ... تعلو سفينته لدى الطوفان
وترنمي واحيي فؤاد معذب ... بتذكر الأحباب في نيران
إن رمت كتمان الهوى متكلفاً ... هيجت مني بالبكا أشجاني
حتى حكت مني الدموع سوافحا ... غيثاً همى بدعاء ذي عرفان
يا صاحبي أليس يعذر بالبكا ... صب كئيب نازح الأوطان
يقضي الليالي بالهموم وبالأسى ... مكسور قلب زائد الأحزان
أي والذي هو عالم بضمائري ... ليحق لي أبكي مدى الأزمان
فلقد مضى عمري القصير ولم أفز ... بزيارتي أرض اللوى والبان
بالله هل تريان أسعد لحظة ... وأخوض رمل أولئك القيعان
وأشم نفح الطيب من أرض الحبي ... ب وترجع الأرواح للأبدان
وأخب في أرض الحجاز ويا رعى ... مولاي عهد أولئك الكثبان
أرض من المسك العبير تكونت ... والنور جللها كما الهيمان
وازم مع حادي المطي قلائصا ... إشراقها تغني عن الأرسان
سكرت بترنام الحداة فما درت ... كم مهمه قطعت من الوجدان
عنقاً فسيحاً سيرها من وجدها ... وتحنّ باكية بدمع قان
وتكاد تستبق الهوادي أرجل ... منها تسير بسيرة العجلان
لم تعرف الإدلاج والتعريس مذ ... كانت تئن بأنة اللهفان
حتى طوت أرض الحجاز وشاهدت ... أنوار طيبة مورد الظمآن
وأتت إلى أرض السفوح ترومها ... وتطيبت بالروح والريحان
يا نوق سبحان الذي أدناك من ... أرض الحبيب وجل من أقصاني
في كل عام تبلغين مقاصداً ... وتشاهدين منازل القرآن