للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وغيره عن الشهاب أحمد الكاملي المفتي، وأخذ الطريقة الرفاعية القصيرية عن العماد إسماعيل بن محمد القصيري وحصلت له بركته، وأفتى بأريحا بعد والده وخطب، وأم بجامعها قدر ستين سنة، ودخل عام حجة دمشق الشام، وكان له نظر دقيق وشعر رقيق. فمن شعره محمساً قصيدة الإمام الشيخ عبد الرحيم البرعي:

على الأحباب قلبي إن أنا ... وصرت بهم حليف ضنى معنى

ولما أن بدا ليلي وجنا ... سمعت سويجع الأثلاث إنا

على مطلولة العذبات رنا

وأجرى دمعه من فوق خد ... على إلف له يبكي لفقد

ولما بان منه عظيم وجد ... أجابته مغردةٌ بنجد

وثنت بالإجابة حيث ثنى

فزاد بي الهوا وجفوت قومي ... ولم أعرف متى أمسي ويومي

وكيف العاذلون يرون لومي ... وبرق الأبرقين أطار نومي

وأحرمني طروق الطيف وهنا

وجهز فاتني للحرب جيشاً ... وعقلي زاده التعنيف طيشا

ذكرت مغانيا جمعت قريشاً ... وذكرني الصبا النجدي عيشا

بذات البان ما أحلى وأهنى

وأنعش ذلك التذكار حسي ... وطابت بالتهاني منه نفسي

ومذ راق الطلا وأدير كأسي ... ذكرت أحبتي وديار أنسي

وراجعت الزمان بهم فضنا

وأورثني عقيب البشر هما ... وأقلقني فزدت لذاك غما

وصرت كأنني أسقيت سما ... وكاد القلب أن يسلو فلما

تذكر أبرق الحنان حنا

وعاد له سرور بعد ضيق ... يهيم بساكني وادي العقيق

<<  <   >  >>