وعيني لا يفارقها سهادي ... بعشق أحبتي منعوا رقادي
أضر بي الغرام وكم أنادي ... فلا أدري أهم ملكوا فؤادي
بعقد البيع أم ملكوه رهنا
غدا شغفي بهم سراً وجهراً ... وفي حبي لهم شرفت قدرا
فما لي غيرهم في الكون ذخرا ... ثملت بهم وما خامرت خمرا
معتقة وما دانيت دنا
لزمت حماهم فازددت فضلاً ... لأنهم زكوا فرعاً وأصلا
ومنذ لقيتهم ناديت أهلا ... ألا يا ساجع الأثلات مهلا
ففي الأيام ما أكفى وأهنا
تقرب يا فتى لتنال نفعا ... من المحبوب وانح إليه سرعا
ولا تندم على ما فات قطعا ... تأن ولا تضق بالأمر ذرعا
فكم بالنجح يظفر من تأنى
وكم رزق الإله لكل جان ... واحرم بعض ذي عقل وشان
وليس لحكمه في الملك ثان ... فبالأرزاق يرزق كل عان
بلا سعي ويحرم من تعنى
ومن لم يشكر النعماء فظ ... غليظ الطبع لم ينفعه وعظ
لأن الشكر للأنعام حفظ ... ولم يفت الفتى بالعجز حظ
ولا بالجزم يدرك من تمنى
فلا تعجل ولازم للتأني ... تنل ما تشتهيه من التمني
وخذ مني النصيحة واحك عني ... وإن تر ما ترى مني فإني
لهجت بمنصب الحسن المثنى
أحاول مدح من جا بالمثاني ... ومن هو عمدتي فيما دهاني
مدى الأيام في طول الزمان ... لساني ينتقي زبد المعاني
ويودعهن شمس الكون ضمنا