للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذهب بقلوب الناس إلى قاعدة السلطنة، وصار فيها رئيساً للجنة القوائم، وبعد أقل من عشرين يوماً صار رئيساً للدائرة الملكية في شورى الدولة، وكان ذلك في ثلاثة وعشرين من شهر رجب سنة ألف ومائتين وثلاث وتسعين، ثم بعد ثلاثة عشر يوماً عين ناظراً للخزينة الخاصة، وبعد ستة عشر شهراً صار ناظراً للداخلية، وفي خمسة من المحرم سنة الف ومائتين وخمس وتسعين رقي إلى الصدارة العظمى، فبلغ ما بلغه جده المشار إليه، وفي ثاني صفر من السنة المذكورة عين مرة ثالثة والياً على آيدين، وبعد سنة أي في محرم سنة ألف ومائتين وست وتسعين وجهت غليه ولاية بغداد، ولكن بعد ثلاثة أيام صدرت إرادة سنية ببقائه في مركزه إجابة لالتماس الأهلين أجمع في ولاية آيدين، فأقام فيها ثلاثين شهراً ونال الوسام الألماني المعروف بالتاج من الصنف الأول، وفي شهر رمضان سنة الف ومائتين وسبعٍ وتسعين أنيطت به ثانية ولاية سورية، ومكافأة لخدمته المبرورة وآثاره المشكورة في هذه الولاية نال من عواطف الحضرة

الشاهانية الوسام العثماني مرصعاًن بعد أن أهداه امبراطور النمسا نيشان ليوبولد الأول، مما يثبت ما له من استقامة المسلك وحسن التدبير وصدق الخدمة. هانية الوسام العثماني مرصعاًن بعد أن أهداه امبراطور النمسا نيشان ليوبولد الأول، مما يثبت ما له من استقامة المسلك وحسن التدبير وصدق الخدمة.

والحاصل أنه منذ انتظامه في سلك كتبة الباب العالي حتى الآن أي منذ اثنتين وأربعين سنة لم يبق بلا منصب سوى ثلاثين يوماً على أثر استقالته المرة الأولى من ولاية سورية، وتسنى له مع اختلاف الأطوار، وتضارب الأوطار، وتقلب الأحوال وتغاير السياسات، أن يكتسب في جميع المناصب الخطيرة رضي الدولة وثقتها، وثنا الأمة ومحبتها، في عصر تعدد فيه السلاطين العظام، الذين كانوا بجملتهم يرمقونه بعين العناية والالتفاف جزاء لمآثره المشهورة وصداقته، وهو مع سكونه بعيد الهمة نبيل القصد عفيف معتدل الرأي خالي الغرض، يتغلب على المصاعب بالثبات والصبر

<<  <   >  >>