وأصبح فيها قائماً هائماً له ... حنين إلى الجوزا وشوق إلى بدر
وبات بها والقلب خيم باللوا ... وأم القرة ذات القضائل والفخر
وأصبح منها سائراً متوكلاً ... على الله رب البيت والركن والحجر
وفي بركة الحج الشريف أتى بها ... محط رجال الوفد من سائر القطر
أقام بها حتى انقضت يا أولي النهى ... مهماته طراً وأعلن بالشكر
وغلق واستوفى جميع الذي له ... وللعرب العربا من الذهب التبر
وغلق أيضاً بعد ذا مال صرة ... أعدت لأشراف الحجاز مدى الدهر
وأقبلت الحجاج من كل جانب ... عليه وأضحى ملجأ العبد والحر
وفي سابع العشرين دقت طبوله ... وسار كبدر التم في رابع العشر
وصحبته الحجاج طراً بأسرهم ... وزوار طه ملجأ الناس في الحشر
وودعه شيخ الكنانة قائلاً ... تعود إلينا بالسلامة والجبر
وتنظر مصراً في السرور وفي الهنا ... ونحن بخير سالمين من الضر
وبالحج فافعل كل ما أنت أهله ... من الخير والإحسان والحلم والبر
ولا تنسنا في البيت من صالح الدعا ... وفي حجر إسماعيل يا طيب النشر
وفي عرفات والمحصب من منى ... وفي الروضة الغرا تجاه أبي بكر
وفي ينبع مع بدر والقاع فاحترص ... من العرب العرباء في الورد والصدر
ولا تأمن الصغرا ونقب عليهما ... فإنهما يا ذا العلا بقعة الشر
وكل قليل يا أمير اللوى لنا ... فوجه بشيراً عاقلاً كاتم السر
ومن بعد ذا كل الصناجق أقبلت ... تميس دلالاً في ثياب الهوى العذري
وعانقهم مذ عانقوه وودعوا ... وأدمعهم فوق المحاجر كالقطر
وأحبابه طرا تقول له مع الس ... لامة يا ذا العز والمجد والقدر
وهي طويلة. توفي المترجم في شهر ربيع الأول سنة عشر ومائتين وألف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.