ونال ربتة أزمير المجردة، فاشتهر فضله وعم نفعه، وقصدته الناس في أمر دينهم ودنياهم، وفي كل اختلاف بينهم، حتى كانوا يستفتونه وهو سائر في الطريق، فيقف لهم ويفتيهم، وقد اشتهر أنه أعلم من بعض المفتين. وكان يرزقه الله من حيث لا يحتسب، وكانت وفاته سنة ١٣١٧ صوابه عام اثني عشر وثلاثمائة وألف انتهى.
وهذه شذرة من كلامه، تدل على جلالة قدره وعلو مقامه، وهي إجازة له من شيوخه الكثيرين، في قراءته لكتاب إحياء علوم الدين قال رحمه الله تعالى: قد أخذت هذا الكتاب عن أساتذة فضلاء، وجهابذة كرماء، ما بين مكيين ومدنيين ومصريين وشاميين، وروميين، ولكن لا أذكر منهم إلا من أرضعني بلبانه، ورباني بتأديبه وإحسانه، وعندي هو من أجلهم بل أجلهم، ومن أحسنهم هو بل أحسنهم، بركة الوقت في زمانه، إلى أن قال: قد أخذت بالإجازة كتاب إحياء علوم الدين عن والدي المرحوم حسن بن إبراهيم البيطار، عن شيخه الإمام الشيخ صالح الزجاج، عن محدث الشام الشيخ محمد الكزبري، عن الصالح والده القطب الشيخ علي الكزبري، عن العارف بالله تعالى الشيخ عبد الغني النابلسي، عن شيخه عبد الرحمن الكزبري وعن خاله الشيخ عبد الباقي الحنبلي، عن الشمس الميداني، عن الشهاب الطيبي، عن الكمال بن حمزة، عن القاضي أبي حفص الحنبلي، عن سليمان بن المحب، عن محمد بن العماد، عن أبي سعد السمعاني عن محمد بن ثابت عن مؤلفها الإمام الزاهد، الفقيه المقدام زين الدين، أبي حامد، محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي، حجة الإسلام إلى أن قال فانتقل إلى رضوان الله تعالى عن خمس وخمسين سنة اه وقد أجاز الشيخ محمداً أخوه في الطلب والتحصيل على والده الشيخ حسن البيطار، عن الشيخين عبد الرحمن الكزبري وحامد العطار، بشرطه المعتبر.