للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن نثره كتابه لأخيه الأمير محمد باشا كتبه له من ثغر صيدا: إن أطرب من خفق الأعواد، ومن ترجيع البلابل على الأعواد، ومن كؤوس الحميا يطوف بها بهي المحيا، في روض زاهر، غض الأزاهر، ومن نقر المثاني والمثالث، ومن وصل أليفين ليس بينهما ثالث، سلام عطري النشر، يبشر قتيل الفراق بالنشر، ويؤذن مطوي أيام التلاقي بالنشر، تتحمله وتؤديه ريح الجنوب، من مشوق تتجافى عن المضاجع منه الجنوب، إلى ذي المنصب العالي، وواسطة عقد المعالي، وفريدة سمط اللآلي، والبدر المنير في مدلهمات الليالي، إذا امتطى صهوة جواد، أزرى بكل فارس بطل جواد، فكأنه بدر فوق نسر، أو أسد ممتط النمر، وإذا جرد بسام هنديه في يوم بالقتال حالك، قال النحس لأبطال أعدائة اليوم يا سوأة حالك، له يد أحوالها كعدة البنان، ليست إلا لمسك عنان، أو هز هندي وسنان، أو تحبير رسائل، أو إعطاء سائل، أو تقبيل عدو خاضع، ذليل منكسر متواضع، أعني الأخ الشقيق والبر الرفيق، وارث المفاخر كابراً عن كابر، الأمير محمد باشا ابن الأمير عبد القادر، لا زال الدهر له يساعد، ويمده باليد والساعد. أما بعد إهداء التعظيم الواجب، من صميم قلب بالفراق واجب، فإن تفضلتم بالسؤال عن حالي، فهو لله الحمد بمر الصبر حالي، متسلق بتعظيم المقدار ما أوجبته حكمة الأقدار، والدهر ذو إحاله فلا يدوم على حاله، فمن ذا الذي أساءه وما سره، وأين يوجد من نفعه وما ضره، وفي مطالعة أخبار من سلف، تسلية وموعظة لمن بعدهم قد خلف.

ومن نثره ونظمه أيضاً جبا الله القلوب على محبته، وأدام لهم إشراق طلعة سعادته، ما كتبه إلي يدعوني للحضور في قريته المعروفة بالكفرين، الواقعة في ناحية المرج، بينها وبين دمشق نحو أربع ساعات، وصورة ما كتبه:

فديتك عجل اللقيا وبادر ... فإنك سيدي للكون بادر

<<  <   >  >>