للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وواقفة مسرجة ملجمة ببابكم، وأسأل الله أن يديم سرورنا بكم على الدوام، ما فاح على الرياض مسك ختام. وغب وصولنا إليه، وتمثلنا بعد السلام بين يديه، أنشدنا وقال:

أهلاً بمقدم سادة قد شرفوا ... ولذي الوداد بقربهم قد أسعفوا

حازوا اللطائف والفضائل كلها ... سروا الفؤاد وللمسامع شنفوا

دامت مسرتهم ودام علاهم ... فعلى مودتهم فؤادي أوقفوا

فقلت له على الارتجال، مع اعترافي بأني ضيق المجال:

يا أكمل الناس في فضل وفي شرف ... أنت الأمير على السادات والأمرا

حويت كل مقام عز مطلبه ... ونلت كل كمال في الورى ذكرا

حييت بالبشر والإقبال ذا شغف ... وليس ينكر ذا أن منك قد صدرا

لا زلت تاجاً على هام العلا أبداً ... ودام من رام ضراً فيك محتقرا

ولقد أنشدنا لنفسه أيضاً حينما شدا الشادي على العود، قصيدة مطلعها سعد السعود، وكان الوقت صافيا، والمقت بحمد الله قافيا.

بشير للصفاء غدا ينادي ... هلموا فالأيادي في أيادي

أنا قطب السرور علي دارت ... نجوم البسط يا أهل الوداد

إذا بأصابعي حركت عودي ... غرست رياض أنس في الفؤاد

فأنشدته ما أنشأته في الحال، حينما انحنى العواد على عوده ومال، وأجاد وأطرب، وأنبأ عن وجده وأعرب، وكان سعادته أمرني أن أقول شيئاً من هذا المعنى.

عجباً لعواد على العود انحنى ... وغدا يتيه تواجداً وهياما

وتكلما حتى فؤادي كلما ... وتشاكلا لذوي السماع كلاما

وتراقصا رقص الشجي لدى النوى ... والحب أثر فيهما الأسقاما

وتعانقا وتشاكيا أمر الهوى ... حتى بكينا رحمة وغراما

<<  <   >  >>