فقلت:
مقل الزهور تفتحت كيما ترى ... ما قد جرى في مجلس الندمان
وقال:
ورد ونسرين ومنثور زها ... قد فاخرته شقائق النعمان
فقلت:
والطل ينثر كالعقود لئالئا ... في الجيد ينظمها كنظم جمان
وقال:
يا أيها الساقي المفدى هاتها ... وأدر كؤوسك لا تكن متواني
فقلت:
صرفاً بها عنا تزيح همومنا ... واطرح ملام مؤنب النشواني
وقال:
خمراً معتقة غدت منسية ... في الدن طول تعاقب الأزمان
فقلت:
وبخمر فيك امزج كؤوسي علها ... تطفي حرارة قلبي الولهان
وكنت مرة في صحبته بروضة ذات أدواح، قد أقيمت بها مواكب أفراح، فجاء غلام حسن المحيا، فقبل يده وسلم وحيا، ثم بعد حصة قبل ذيله وذهب وخلف في القلوب أعظم غصة، فحينما غاب أنشد سيدي المترجم في الحال. على الارتجال:
فديت بديع حسن قد سباني ... بطلعته وبالقد الرشيق
ولم أنس الوداع له ودمعي ... دماً يجري وقلبي في حريق
فمبسمه ووجنته ودمعي ... عقيق في عقيق في عقيق
ومنه الخصر مع شفة وعهد ... رقيق في رقيق في رقيق
فأنشدته أبياتاً كنت أنشأتها من هذا المعنى وتخلصت منها بمدحه الشريف وهي:
أيا روحي وريحاني وراح ... إلى م وأنت لم ترحم جراحي
فجيدك والمحيا والثنايا ... صباح في صباح في صباح
وقربك والوصال وبعد ضدي ... صلاح في صلاح في صلاح