للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قد شابهته بلونها فكأنه وكأنها فرع بأصل قد زها

فسألته عن روضها ... فأشار لي من خده

ومرة كنت مع سعادته في البويضية قرية من قرى دمشق، فجلس غلام معه بعيداً مني ولم يسمح بالتداني فقلت له:

كم ذا تذل متيماً ... وتذيقه ألم النوى

فأجابني متبسما ... إن الهوان مع الهوى

وقد خمسهما سعادته أيضاً فقال:

أفدي مليحاً قد سما ... وأذلني واستعظما

فسألته مستفهما ... كم ذا تذل متيما

وتذيقه ألم النوى

وترى لقاه محرماً ... وعذابه عذباً فما

أقساك يا حلو اللما ... فأجابني متبسما

إن الهوان مع الهوى

وقد أسمعني حفظه الله وأدام بقاه وعلاه، قصيدته التي مدح بها والده وهنأه بها بعيد الفطر، سنة ألف ومائتين وثلاث وتسعين:

زمان الأنس والأفراح منا ... دنا إذ منيتي بالوصل منا

فبادر للصفاء وللتصابي ... فمن خوف التقاطع قد أمنا

ويا ساقي المدام أدر وعجل ... فطير الروض بالبشرى تغنا

وناول رفقتي كأساً فكأسا ... بظل حديقة بالزهر غنا

بها طير وظبي قد تبارا ... فذا يشدو على غصن نثنى

وذا شاد تثنى فوق عود ... ولم أسمع بظبي قبل غنا

تثنى مفرد في الحسن فأعجب ... بلا ثان فكيف به تثنى

إذا أبدى الدلال وهز قدا ... فلا تسأل عن الصب المعنى

غدا ملك الملاح بلا اعتراض ... وقالوا كلهم إنا أطعنا

له قتل الخلائق صار فرضا ... وسيف اللحظ للعشاق سنا

فهل للعاشقين له نصير ... بسحر عيونه إنا فتنا

<<  <   >  >>