للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صليه واصلي قلب واشيه حسرة ... فكم نمق التزوير عنه وأطنبا

ومنها:

أيا ويح من بالحب ذاب فؤاده ... وعلق بدراً في البروج محجبا

يرى الموت أدنى من نوال مرامه ... ونيل نجوم الأفق أيسر مطلبا

مهاة أسود الحرب تحرس خدرها ... يرى دونها سمر الأسنة والظبا

وما العيش إلا أن تكون ممتعا ... بوصل حبيب عن سواك تحجبا

ثم إنه كان قد قدم معروض الاستئذان من الحضرة العلية، والذات الشاهانية، حضرة مولانا بهجة الأنام وروح جسم الليالي والأيام، السلطان عبد الحميد خان ابن السلطان عبد المجيد خان، أيد الله صولته وأبد دولته، ما أشرقت الشمس وضاء النهار وطاب الأنس بين الرياض والأزهار، بأن يتشرف بأعتابه وأن يكون مأذوناً في السعي لواسع رحابه، فحصل له الإذن العال بكل تعظيم وإجلال، أن يشرف من غير إطالة لكي يحظى بمطلوبه وينال آماله، فأحكم العزو وعلى السفر عول، وتوجه عام خمس وثلاثمائة وألف في ربيع الأول، وخرج لوداعه أهل البلد، وكاد أن يقال ما بقي منهم أحد:

لا تطلبن القلب بعد رحيلهم ... مني فقد ذهب الفؤاد بأسره

يا ليت يوم البين من قبل النوى ... لم تسمح الدنيا بمولد شهره

ثم إنه لم يمض أيام من وصوله إلى الدار العلية، إلا وقد وجهت عليه الذات الشاهانية رتبة الفريقية مع الياورية العظمى ذات المقام الأسمى، بعد نقله من الملكية إلى العسكرية، ومعاملته بالمعاملة التي تليق بطلعته البهية، وأمره حضرة مولانا السلطان، بأن يبقى في الدار العلية ليكون تحت نظره العالي الشان، وبعد نحو سنة أرسله أفندينا السلطان إلى الشام في

<<  <   >  >>