للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

استانبول، وفي خمس وأربعين تعين من جانب السلطنة السنية مأموراً لتحرير النفوس الروملي، وبعد رجوعه من المأمورية المذكورة أي في سنة ست وأربعين تشرف بمنصب نقابة السادة الكرام، ومن حين وفاة والده الماجد إلى مضي نحو خمس وعشرين سنة كانت إقامته في البيت المنتقل إليه من جده الأمجد مع كمال الاعتدال والراحة، وكان محله هذا مورداً لأصحاب الفضل، ومقصداً لذوي المروءة والعدل، وبعده انتقل لبيته الكائن بأسكدار الواقع بجدار حمام العتيق، فجعله محل انقطاعه وخلوته، فما لبث أن صار لقضاء حاجات الواردين على بحر حضرته، ومورداً لذوي الرشد والهدى، ومقصداً لطلاب الجود والندى، وفي رأس ألف ومائتين وتسع وأربعين أحرز رتبة باية الأناطولي، وفي خلال ألف ومائتين وخمسين استعفى من مسند النقابة الآنفة الذكر، وفي سنة اثنتين وخمسين وجهت لعهدته باية الروملي الجليلة، وفي سنة خمس وخمسين يعني أوائل عصر السلطان عبد المجيد خان أرسل لجانب الروملي بكمال الإعزاز والإكرام لأجل تفتيش أحوال البلاد والعباد مع مأمورية رئاسة مجلس أحكام العدلية، وبعد العود جعل عضواً لدائرة الشورى العسكرية، وقد أبرز من المساعي المشكورة ما يخلد له الذكر الجميل، والثناء الجليل، واشتغل بفصل المواد المهمة الجسيمة المتعلقة بالسلطنة السنية، فاجتهد بما قدمه على سواه، وقضى برفعته وارتقاه، إلى أن نال مسند مشيخة الإسلام العالي في يوم السبت الواقع في اثنين من شهر ذي الحجة عام ألف ومائتين واثنين وستين، وبعد أن استمر في هذا المسند لحل مشكلات المسائل سبع سنين وستة أشهر وتسعة عشر يوماً جرى انفصاله يوم الثلاثاء الواقع في حادي وعشرين جمادى الآخرة سنة ألف ومائتين وسبعين، وبعدها سكن في بيت الشرف الذي تملكه من إحسان الذات الشاهانية بوقت مشيخته الكائن بحصار الروملي، واشتغل بالعبادات

<<  <   >  >>