متن العلماء وشرح بالعلم صدورهم، وأعلا لهم سنداً وصحح الحسن من حديثهم فصار موصولاً غير مقطوع ولا متروك أبداً، وحمى قلوبهم عن ضعف اليقين في الدين، فلم تضطرب ولم تنكر الحق بل صارت لإفادته مقصداً. والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وآله أئمة الهدى، وصحبه نجوم الاهتدا، ما اتصل الحديث وتسلسل، وسلم من العلل، والشذوذ سرمدا. وبعد فهذه قلنسوة التاج، صنعت بأفخر ديباج، بل غنية المحتاج وبل صدى المزاج، وزهرة الابتهاج والقصر المشيد بالأبراج، والمصباح المغني عن أبي السراج، بل الدرع الموصوف بلآلي عوالي غوالي، أحاديث موصولة إلى صاحب الإسراء والمعراج، رصعت باسم الكوكب الوضاح المستنير بأضواء مصباح الفلاح، المتشح باردية أسرار التحقيق والمتزر بملاءة أنوار التوفيق، المنصف في جدله غير محاب لقريب والآتي من تقريره بالعجب العجيب، ذي المناقب التي لا يستوعبها البنان واللسان، ولا يبلغ أداء شكره، ولو أطلقت اللسان بالثناء عليه على ممر الزمان، صاحبنا الفاضل العلامة الجمال محمد بن بدير الشافعي المقدسي رحمه الله تعالى آمين.
إن الهلال إذا رأيت نموه ... أيقنت أن سيصير بدراً كاملا
أضاء الله بدر كماله، وحرس مجده بجلاله، وهذا أوان الشروع في المقصود بعون الملك المعبود وكتب في آخرها ما نصه:
أجزت له إبقاء ربي وحاطه ... بكل حديث حاز سمعي بإتقان
وفقه وتاريخ وشعر رويته ... وما سمعت أذني وقال لساني
على شرط أصحاب الحديث وضبطهم ... بريئاً عن التصحيف من غير نكران
كتبت له خطي واسمي محمد ... وبالمرتضى عرفت والله يرعاني
ولدت بعام ارخوا فك ختمه ... وبالله توفيقي وبالله تكلاني
وكتب معها جواب كتابه ما نصه: أمعاطف أغصان النقا تترنح، أم القلوب بميلانها إلى المحبوب تتروح، ورنات أوتار العيدان بأنات أهل