ولازم الشيخ حسن الجبرتي وأخذ عنه وقرأ عليه في الرياضيات والجبر والمقابلة وكتاب الرقايق للسبط وقوللي زاده على المجيب وكفاية القنوع والهداية وقاضي زاده وغير ذلك، وتلقن الذكر والطريقة عن السيد مصطفى البكري ولازمه كثيراً، واجتمع بعد ذلك على ولي عصره الشيخ أحمد العريان، فأحبه ولازمه واعتنى به الشيخ وزوجه إحدى بناته وبشره بأنه سيسود ويكون شيخ الجامع الأزهر، فظهر ذلك بعد وفاته بمدة لما توفي شيخنا الشيخ أحمد الدمنهوري، واختلفوا في تعيين الشيخ فوقعت الإشارة عليه، واجتمعوا بمقام الإمام الشافعي رضي الله عنه واختاروه لهذه الخطة العظيمة فكان كذلك، واستمر شيخ الجامع على الإدلاق، ورئيسهم بالاتفاق، يدرس ويعيد، ويملي ويفيد، وقال الجبرتي: وكان يرعى حق الصحبة القديمة والمحبة الأكيدة، وسمعت من فوائده كثيراً، ولازمت دروسه في المغني لابن هشام بتمامه، وشرح جمع الجوامع للجلال المحلي والمطول وعصام على السمرقندية وشرح رسالة الوضع وشرح الورقات وغير ذلك، وكان رقيق الطباع، مليح الأوضاع، لطيفاً مهذباً إذا تحدث نفث الدر، وإذا لقيته لقيت من لطفه ما ينعش ويسر، وقد مدحه شعراء عصره بقصائد طنانة.
ومن كلامه ما كتبه مقرظاً على رياض الصفا لشيخنا السيد العيدروس هذان البيتان:
أخي طالعن في رياض الصفا ... وكن وارداً في مياه الوفا
وقل يا إلهي سلم لنا ... وجيهاً حباه كمال اصطفا
وكتب على تنميق السفر له مضمناً ما نصه:
كتاب على السحر البيان قد انطوى ... وحكمة شعر منه تبدو فضائله
وتنسيق أسفار لحضرة سيد ... هو البحر علماً وافر العقل كامله