كواكب هدي قد أضاء بنورهم ... سبيل لمن يبغي الرشاد ومهيع
هم السادة الأمجاد والقادة الألى ... بكل كمال جلببوا وتدرعوا
هم الشاربو راح التقرب والصفا ... وكأسهم الأصفى مدى الدهر مترع
وهي طويلة، ولم تزل كؤوس فضله على الطلبة مجلوة، حتى ورد موارد الموت فبدلت بالكدر صفوه، وأي صفاه لا يكدره الدهر، ولم يرشقه بسهام فصم العمر، فدعاه الله تعالى إلى الجنان، وتلقاه جيش الرحمة والرضوان، وذلك في حادي وعشرين من شعبان سنة ثمان ومائتين وألف ودفن بمدفن عمه الشيخ العريان، تغمدهما الله بالرحمة والرضوان. ومن تآليفه شرح على نظم التنوير، في إسقاط التدبير للشيخ الملوي، وحاشية علي الملوي على السمرقندية وغير ذلك. ورثاء الشيخ إسماعيل الخشاب بقوله:
تغير وجه الدهر وازور جانبه ... وجاءت بأشراط المعاد عجائبه
وكدر صفو العيش وقع خطوبه ... وقد كان ورداً صافيات مشاربه
فما لي لا أذري المدامع حسرة ... وافق سماء المجد تهوي كواكبه
وما لي لا أبكي على فقد ذاهب ... موصلة لله كانت مذاهبه
إمام هدى للهدى كان انتدابه ... فلا كان يوم فيه قامت نوادبه
أغرسني شمس الضحى دون وجهه ... وفوق مناط الفرقدين مراتبه
حليف ندى كالسيل سيب يمينه ... وكالبحر تجري للعفاة مواهبه
أخو ثقة بالله في كل موطن ... على أنه ما انفك خوفاً يراقبه
له عفو ذي حلم ورأي أخي نهى ... يضيء لدى محلولك الخطب ثاقبه
على نهج أهل الرشد عاش وقد مضى ... مطهرة أردانه وجلاببه
فمن ذا الذي ندعو لكل ملمة ... ونرجو إذا ما الأمر خيف عواقبه
ومن ذا لإيضاح المسائل بعده ... وحل عرى ما قبل أعيت مطالبه
لقد هد ركن الدين حادث فقده ... وشابت له من كل طفل ذوائبه