في التحسين والتصحيح عليه، والفاطمي الذي فطم النفس، والعلوي الذي هو في عصره الشمس، عمدة التدريس، وتحفة الأنيس، قال الشيخ عثمان سند لما أتى المترجم إلى بغداد قاضياً من اسلانبول: أحيا فيها علم المعقول والمنقول، ودرس الحديث في جامع العادلية، وأبان من التقارير اللائق بطلعته السنية، وحضر درسه أجلة من العلماء، وجملة من الفضلاء، وذلك في أواخر سنة ألف ومائتين وسبع وعشرين. وعند دخول الثامنة عزل فزاد منه الحنين وعاد إلى دار السلطنة إسلانبول، ليبلغ بالوصول إليها نهاية المسؤل، وكتب له الشيخ عثمان المرقوم رسالة معربة عن فضله فقال:
فاسألوا عنه غامضات المعاني ... هل لها غير ذهنه من كناس
واسألوا عنه كل فن غريب ... هل لإيضاح فكره من دماس
كاتب ضمن السطور شطوراً ... من قوافيه زينت بالجناس
ووجوه في حلقة الدرس أبدى ... مسفرات الصباح والنبراس
وبفن التدريس وشى كتاباً ... لحياة العلوم مثل الأساس
ذا بحوث قد أسفرت فأرتنا ... أوجه الحق دون مرط التباس
يا حياتي أنت لي كحياتي ... لست أسلوك أو تزول الرواسي
ما ترى في تنائف أبعدتني ... وحظوظ قضين لي بانعكاسي
أتراني أسلوك ابن أناس ... صوروا في عيون الدهر الأناسي
هاشميين أنجبتهم ظهور ... من بطون عودن طيب الغراس
يوردون الرقاق ترعش حتى ... يصدر وهن قائنات اللباس
ورماح قد أوردوها نجيعاً ... من كلى كل بهنس عباس
وقد مدحه بقصائد متعددة أرسلها من السليمانية إليه فلم تصله حيث إنه بعد عزله بقليل توجه إلى إسلانبول ولم يطل الأمر حتى جاء خبر موته وذلك سنة ألف ومائتين وثمان وعشرين، وقد رثاه الشيخ عثمان المرقوم بقصيدة أولها: