أعني ابن عبد السلام من سما ... بالعلم أسمى رتبة في الفخر
سراجنا الفاضل ذا شمس الهنا ... باهي الحيا مخجلاً للبدر
مترجم الأعيان أهل طيبة ... في تحفة الدهر ونفح الزهر
شهماً أديباً راقياً أوج العلا ... ونظمه فاق عقود الدهر
ونثره اللؤلؤ ضاء نوره ... إذا بدا كلامه في السطر
يظهر سره ومعناه لمن ... ينظر في ألفاظه بالفكر
إذا تأملت ترى في نظمه ... قولاً بديعاً وكذا في النثر
له معان واستعارات كذا ... علم بيان باهر كالسحر
وقد أجابه صاحب اللآلىء الثمينة، في أعيان شعراء المدينة، وهو الفاضل العلامة عمر بن عبد السلام المدرس الداغستاني بقوله:
بدر الدجى بان لنا في الخمر ... أم وجه من رضا به كالخمر
وهذه لآلىء قد نظمت ... أم أنها أسنان ذاك الثغر
وما أرى هل هو ورد ناضر ... أم حسن خد بالحيا محمر
وهل فتور في الجفون قد بدا ... أو الخمار أو دبيب السحر
وهي قصيدة طويلة ومن لطائف المترجم أيضاً قوله:
القلب من ألم الفراق مفرط ... والروح مني اليوم كادت تظهر
والجسم ملتهب بنيران اللظى ... والدمع من عيني دماً يتقطر
أبكي على ما حل بي من فقدكم ... والقلب مني عنكم لا يصبر
تعس الفراق وفعله يا سادتي ... قد أحرم الأعيان فيكم تنظر
لو تبصروا حالي وما قاسيته ... أو تسمعوا من بالحقيقة يخبر
لبكيتم حزناً على ما حل بي ... هذا المقدر في الجبين مسطر
يا هل ترى الرحمن يجمع شملنا ... بعد الفراق وكسر قلبي يجبر
ومن نظمه أيضاً قوله:
ناديت خلي كي يشرف موضعي ... فأجابني فوراً بغير تمنع