إلهي تدارك ضعف حالي برحمة ... ولطف خفي عاجل غير آجل
وفي علتي حار الطبيب فكدت أن ... أجاوز حد اليأس من ذي العواضل
وبالسقم أعضائي اضمحلت جميعها ... فلم يبق مني مفصل غير ناحل
ومن فرط ما بي من نحول ولوعة ... بكت رحمة لي حسدي وعواذلي
فمن لا سير الذنب من ورطة البلا ... بفك قيود أو بقد سلاسل
كأني غريب بين قومي وما لهم ... شعور بأشعاري ولا في رسائلي
أنادي فلا ألقى مجيباً سوى الصدى ... فأحسب أن الحي ليس بآهل
وإني إذا ما رمت خلاً موافياً ... فقد رمت شيئاً عز عن كل نائل
وهل مشفق ألقاه أرحم من لظى ... حشائي ومن قاني دموعي الهوامل
ألا ليت شعري هل تفردت في الورى ... بكسب الخطايا وارتكاب الرذائل
ومن دون كل الخلق عولجت بالأسى ... قصاصاً وحسبي زلتي ونصائلي
فإن كان هذا بالذنوب وليس لي ... شفاء وجسمي داؤه غير ناصلي
فإني بطه مستغيث وراغب ... إلى الله فهو الغوث في كل هائل
وإخوانه الرسل الكرام جميعهم ... وباقي النبيين البدور الكوامل
وبالخلفاء الراشدين وآله ... وأصحابه الغر الثقات الأماثل
خصوصاً رفيق الغار ذي الرأي والحجى ... أبي بكر الصديق صدر المحافل
إمام فدى خير الأنام بنفسه ... وفي ماله ما كان قد بباخل
وفي درء تلك الفتنة اختص وحده ... ولولاه لارتدت جميع القبائل
كذاك أمير المؤمنين وعزهم ... أبو حفص الفاروق محيي النوافل
فتى أيد الإسلام فيه وأقمعت ... به البدعة السوداء رغماً لناكل
بعثمان ذي النورين من جمعت به ... بجمع كتاب الله كل الفضائل
ومن لزم المحراب طول حياته ... ومات شهيداً صابراً غير صائل
بقالع باب الخيبري الذي اغتدى ... لراية نصر الجيش أعظم حامل
علي أبي السبطين في صدرة الوغى ... مبيد العدى ليث الحروب المداحل