للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتعليم، إذ هو فيهما مرجع أهل الإقليم، فصرت في حالة التعلم أخبط في ذلك، وأقتحم تلك المفاوز والمسالك، إلى أن نظمت ما يقرأ في سن اثني عشر، وقفوت في ذلك من أهل هذه الصناعة الأثر، وإن كان شعري لا يحق له أن يكتب ولا أن يقرأ، لكني أردت أن يكون لي جمعه في هذه الوريقات فيما يأتي ذكرا، والمرجو من الناظر إليه من الإخوان والسادات، أن يغض طرفاً عما يجده فيه من الهفوات، وأن يصلح منه ما هو قابل للإصلاح، فالحر لا يزال صفاح، وإلا فمن أين للإنسان أن يستكمل جميع الأوصاف، وقد يتلافى المرء قصوره بالاعتراف، ورتبت ديواني هذا على مقدمة وأربعة أبواب، إلى آخر ما قال ديوان لطيف، يشهد لمنشئه بالمقام العالي المنيف.

ومن كلامه هذا الموشح الذي مدح به السيد الأعظم صلى الله عليه وسلم

شادن تاه على بدر السما ... وتحلى برداء سندس

وببيض اللحظ والسمر حمى ... خمر ريق في ثغير ألعس

دور

يا لقومي من مجيري من رشا ... مستطيل الحكم في أهل الغرام

لم يدع فيهم صحيحاً مذ نشا ... غير مطعون بخيزور القوام

وله الألباب حقاً والحشا ... عشقاً من قبل أن يخلق سام

ووجودي فيه أضحى عدماً ... مذ بأنواع الكمالات كسى

وغدا الخد شقيقاً عندما ... عندما سل سيوف النرجس

لذ لي خلع عذاري في هوى ... من سبا الألباب في سود الحدق

مسدلاً ليلاً طويلاً قد هوى ... وله الفرق تراءى كالفلق

<<  <   >  >>