سبع وأربعين، وكان والده أحد قضاة العساكر، فلما بلغ المترجم سن التمييز، قرأ القرآن الشريف وجوده وأتقنه، وأقبل على طلب العلم بهمة قوية. ثم في سنة ستين توجه بمعية والده إلى خربوط، فقرأ بها النحو والصرف والفقه، وأحسن اللغة الفارسية. وفي سنة ثلاث وسبعين توفي والده بمصر وهو متوجه إلى الحجاز، ودفن في جوار السيدة زينب، وذهب المترجم إلى حلب وتولى نقابة أشرافها. وفي سنة ثمانين رجع إلى الآستانة. وفي سنة إحدى وثمانين تعين قاضياً في كرسول، وفي اثنين وثمانين تعين قاضياً في طربزون، وفي ثلاث وثمانين تعين قاضياً في كوزلي حصار، وفي أربع وثمانين تعين قاضياً في مدينة بيروت. وبقي بها أربع سنين ونصف، وفي تسع وثمانين تعين قاضياً إلى طرابلس الغرب، وبقي بها سنتين ونصفاً، وفي سنة إحدى وتسعين تعين قاضياً إلى مدينة ازمير، وحيث لم يوافقه الهواء طلب نقله إلى محل آخر، فعين رئيس ديوان التمييز بولاية قسطموني، وبعد عشرة أشهر نقل إلى رئاسة ديوان التمييز في مدينة حلب، وفي سنة أربع وتسعين تعين قاضياً في ولاية حلب، وفي سنة ست وتسعين رجع إلى الآستانة، وفي رجب منها تعين مفتش عدلية بغداد، ثم بعد سنتين ونصف عزل، فرجع إلى الآستانة، ثم تعين مفتش عدلية طربزون، وبقي بها سنتين، ثم منها إلى مفتشية عدلية أزمير، وبقي بها نحواً من سنتين ثم ألغيت تلك الوظيفة فرجع إلى الآستانة، وبقي بها أربعة أشهر، ثم تولى قضاء جزائر بحر سفيد. وفي سنة ثلاثمائة وسبع تعين بقضاء الشام وبعد سنتين رحل إلى الآستانة ولم يمض قليلاً حتى اخترمته المنية ومات بها في حدود ألف وثلاثمائة وعشرة رحمه الله تعالى.