للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في السحر، ونثر منثور نثر اللآلىء والدرر، فلا ريب أنه قلد جيد الدهر بعقود حلاه، وشيد ربوع المجد بنوامي فضله وعلاه، فهو الذي استوى على عرش الفنون، واحتوى على ما تلذ به الأسماع وتقر به العيون.

وفي عام ألف وثلاثمائة وخمسة عشر حينما قامت الحرب بين الدولة العلية واليونان، وكانت طليعة النصر تحت إمرة السلطان عبد الحميد خان، فهنأه المترجم بهذه القصيدة،، المقدمة لذاته السعيدة:

أما ويمين الله حلفة مقسم ... لقد قمت بالإسلام عن كل مسلم

فلولاك بعد الله أمست دياره ... بأيدي الأعادي مثل نهب مقسم

لقد سر هذا النصر قبراً بطيبة ... وبيتاً ثوى عند الحطيم وزمزم

فحيا أمير المؤمنين وملكه ... ثناء البرايا من فصيح وأعجم

إمام له في آل عثمان لحمة ... تبحبح منها في الذرى والمقدم

خليفة صدق يسبق الوعد جوده ... كما انهل قبل البرق ميزاب مرهم

يسوس الرعايا والبلاد بحكمة ... أقامت لدى نهج من الحق أقوم

ويقطع أقران الأمور بفيصل ... من الرأي يحكي منه ضربة مخذم

رمى الروم لما أن عتوا بكتيبة ... تميل بأعطاف الوشيج المقوم

وأعطاهموا سلماً فلما تألبوا ... لشر غدوا ما بين أنياب ضيغم

ومد لهم في الحم باعاً رحيبة ... فزادوا طماحاً في عتو وملأم

كذاك مرار النبت أن ما سقيته ... من العذب يزدد طعم صاب وعلقم

وزجوا جموعاً كالدبى في عديدها ... فألقاهموا في جوف دهياء صيلم

أسال فجاج الأرض بالجند يلتوي ... كأغدرة الوديان في كل مخرم

<<  <   >  >>