يريك حبابها اثني عشر عيناً ... فتعلم مشرباً لك واصطباحا
يطوف بها علي اغن غان ... تربع في الضمائر واستراحا
رشا دلت مآثره عليه ... وحالي توضح الحال اتضاحا
جوارش ريقه أفواح قلبي ... ومنه اعتضت معجوناً نجاحا
بعيشك هل رأيت صنوف زهر ... على فرد من الأغصان لاحا
يصادر بالنهود عن التشكي ... فألتزم التمائم والوشاحا
ويعذل بالعيون وبالتثني ... فاعتنق الصوارم والرماحا
إذا طعن الفؤاد برمح قد ... رأيت دمي من العبرات ساحا
تنزه منه في بستان حسن ... ترى في صدره التفاح فاحا
ومزق لي فؤادك يا ابن ودي ... معي عشقاً ووجداً وافتضاحا
على خلع العذار كتبت عهدي ... وغي قد أبى إلا جماحا
فلا تعتب إذا ما طاش حلمي ... فقد أبصرت أردافاً رجاحا
وحبي شاهدت عيناي فيه ... صنوف الحسن أجمع والملاحا
حبيب مذ طرحت سلاح جهدي ... وصبري دونه حمل السلاحا
وجد لقتلتي بحديد طرف ... لأول نظرة كانت مزاحا
فيا لك نظرة ملئت نصالاً ... ومهجة عاشق ملأت جراحا
إذا غنى الحمام هوى تغنى ... ومهما ناح للأحزان ناحا
تساكرنا به نرجوه سكراً ... وذاك ألذ ممن قد تصاحى
ولا نوفيه حقاً في التصابي ... ومن ذا في الصبا يوفي الصباحا
وله من قصيدة عارض بها قصيدة فتح بن النحاس
رأى البق من كل الجهات فراعه ... فلا تنكروا تحكيكه والتياعه
ولا تسألوني كيف بت فإنني ... لقيت عذاباً لا أطيق دفاعه
نزلنا بمرسى ينبع البحر مرة ... على غير رأي ما علمنا طباعه
نقارع من جند البعوض كتائباً ... وفرسان ناموس عدمنا قراعه