للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما ظننا أيدي المنون ترقى ... لنوال الرفيع سامي الجناب

طود علم يسير فوق رقاب ... كيف تسعى الجبال فوق رقاب

غاب رشدي بفقد مولى نقي ... مستزيد من التقى أواب

يا هماماً حوى عظيم صفات ... وإماماً غدا نواك عذابي

مذ خلت من سناك زهر المعاني ... عاد وجه الأيام مثل الغراب

قد جفاني من بعد بعدك صبري ... ووفاني تحسري وانتحابي

ما رأى الناس قبل مثواك غماً ... غير يوم أعددته للذهاب

يوم هم يا ويحه واكئتاب ... وانتحاب وزفرة واضطراب

من لدرس العلوم بعد اندراس ... من لبث الفهوم للطلاب

شدت ركناً للمسلمين قوياً ... أوهنته طوارق الأحقاب

طالما ما خفت من فراقك حتى ... صاح بالبين طائر الاغتراب

لست أخشى مذ كنت حادث دهر ... صرت أخشى مذ غبت وقع الذباب

فتأمل موج البحور تجدها ... تلطم الخد في أكف الروابي

وشديد الرياح تسفي تراباً ... فوق هام ندباً على ذا العباب

قد فقدنا والله حصناً حصيناً ... وهماماً قطباً من الأقطاب

فعظيم على الفضائل أن تخفى ... وفي الناس طيب ذكراك راب

لست أسلو وأنت أصل وجودي ... وإلى فضلك الوسيع انتسابي

من يلمني إذا سمحت بروحي ... وعيالي وعصبتي وشبابي

رب صبراً والله إن فؤادي ... في عذاب وشدة والتهاب

حينما سار مسرعاً لقدوم ... بازدحام يحكي ازدحام الضباب

نادت الحور يا فريد مقام ... لك جئنا بالبشر والترحاب

خلت قبراً حللته مع أذان ... لغروب في شهر عتق الرقاب

ذاك قرب من محسن ذي جمال ... غافر الذننب للورى في الحساب

هذه رقدة بأوج جنان ... عند مولى الأرباب والأحباب

<<  <   >  >>