فصدرك وصفي بالكمال مرصع ... علي لنيشان الفضائل موضع
ومنه في ذم وان، وقد مكث بها في منصب القضا:
سائلي عن بلد وليتها ... كيف كانت نسبة بين المضر
إن ترم شرحاً لوانٍ موجزاً ... دار جهل وفسوق وكفر
ومن جملة ما أسمعني حفظه الله من نظمه، وكان قد قدمه للحضرة السلطانية، قوله:
قلوص تخب البيد من أرض موصل ... إلى موصل الآمال يبغي هجوعها
وتسكن إن وافت بروجاً ترفعت ... بأبصار قصر شاد سمكاً يروعها
فيحلو بها مر الفيافي لراكب ... وثيق بمهطال يروي ربوعها
وتذهله النعماء عن حب موطن ... تصورها يهدي إليه بديعها
بقسطنطينة الدنيا وسرة أرضها ... يضيء له قصد السرى ولموعها
للثم أياد للخليفة أصبحت ... أياد على العافين يسدى صنيعها
وأعتاب سلطان سرادق ملكه ... يباهي بها سمك السماء ضلوعها
أمير لكل المسلمين ومالك ... رقاب الملا عقداً حباه رفيعها
حميد المزايا مجده بلغ السهى ... وشمس علاه أبهرتنا سطوعها
يبصر غاويها المحجة هديه ... ويشكر نعماه التقي مطيعها
بإشفاقه الأرحام توصل في الورى ... بأيد أياديها يروق مريعها
وننيران ظلم كاد يسطو لهيبها ... بعدل أراه الناس كان هجوعها
جنى الدهر أنواع الرزايا فأظلمت ... عن الملة البيضاء وبانت صدوعها
فقام لحل المعضلات بهمة ... يضاهي الجبال الراسيات منيعها
فدام له شكر الأنام لراحة ... براحته العليا أعيد زموعها