تنزهت عما ليس يرضي أخا العلا ... وما عاشق طابت سجاياه رافث
حليف صبابات اغوت في الهوى ... وليس سوى غيث من الدمع غائث
لقد حاول السلوان عنه مفندي ... وما ذو صبابات عن الحتف باحث
تحمل عبءً بالذي في الهوى نوى ... فأصبح ينوي وهو عاو ولاهث
دعوا من وشى عني يحدث بالذي ... يشاء فدمعي للصبابة نابث
ومن لي بأن استكتم الدمع صبوتي ... وعنها بتلوين المدامع بائث
زناد الأسى وارٍ لبعد معذبي ... كما زند أفراخي بلقياه غالث
عقدت يمين العهد يوم مددتها ... لتوديعه لا كان في الحب حانث
نهار أراني هوله يوم موقفي ... وجفني بقاني الدمع للخد مائث
دعينا لتوديع فلما تجمعت ... قلوب بها ناب النوائب ضابث
لبثنا بوادي الجزع في موقف النوى ... يبدد منا لؤلؤ الدمع لابث
وما فضل جمع جره لوعة الأسى ... وللشهد مر وهو للحتف باعث
لئن حل عهداً قد عقدناه ذو هوى ... فإني على عهد الأحبة ماكث
وقال موشحاً
في سما الأفراح بدر السعد لاح ... فاجل شمس الراح واترك قول لاح
قد وفى وصل الصفا فصل الربيع
شاكراً فضل الأيادي للربيع
وغدا يبدي مقامات البديع
عندليب في فروع الدمع صاح ... داعياً سكران حب غير صاح
وزهت بالحسن للورد خدود
قد حلا فيها لعشاق ورود
والحيا قد حاك للروض برود