للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما قيل:

ومن بعد هذا ما تجل صفاته ... وما كتمه أحظى لدي وأجمل

ثم ارتحل قدس سره من بغداد إلى الشام بأهله وعياله واستوطن دمشق، واشترى داراً رفيعة بالمحلة المشهورة بالقنوات، ووقف بعضها مسجداً لله تعالى وأقام فيه صلاة الجماعة في الأوقات الخمسة، وعمر فيها كثيراً من المساجد الخربة، وأحيا فيها كثيراً من الجوامع المندرسة، وذلك عام ثمانية وثلاثين ومائتين وألف. ولم يزل متردياً برداء الجود والكرم، ناشراً للعلم والفضائل والحكم، وامتدحه جمع من شعرائها وأدبائها بقصائد لطيفة، ومقاطيع منيفة، فمنها ما مدحه بعضهم بها في عام قدومه دمشق، وذلك عام ألف ومائتين وثمانية وثلاثين:

يا ملاذاً قد حبانا بالنوال ... وبدا إرشاده يحكي الهلال

وسما بين البرايا عندما ... بالهدى جاء على نهج الكمال

مرشد القوم إمام كامل ... وإليه منهج الإرشاد آل

حبذا مولى به نلنا الهدى ... قد أدام النفع فيه ذو الجلال

فاح عرف الفتح لما جاءنا ... وعليه النور يعلوه الجمال

بل طبيب القوم في حال الهدى ... عارف بالله لا يثنيه حال

بحر علم من لدن رب العلى ... سار بالتحقيق أهل الاتصال

نوره يهدي إلى الحق فقل ... عنده ما شاء ربي المتعال

وبه الشام غدت باسمة ... إذ غدا عرفانه السحر الحلال

نقشبند العصر مناح الهدى ... مذ أتانا قلت مه يا للرجال

هذا من دانت له أهل الحمى ... في دمشق الشام أرباب النوال

زين عقد العارفين الفضلا ... شمس فضل ما له حقاً مثال

عين هذا الدهر نور واضح ... ليس يثنيه لإرشاد ملال

كنز فضل الهدي مصباح الورى ... ليس في مجلسه تلقى جدال

أشرقت بلدتنا فيه كما ... أشرقت شمس التهاني بالوصال

<<  <   >  >>