وذكرك في قلبي يلذ وفي فمي ... كأني أحسو من تذكرك الشهدا
نأيت فعن جفني نأى بعدك الكرى ... فهل كنتما وكلتما للنوى وعدا
فيا أحمد المحمود طبعاً إلى متى ... بافعالك الحسنى تعلمني الحمدا
لقد ند عنك السوء يا ابن محمد ... ودمت كريماً لا تصيب له ندا
وقوله في ذكر المحبوب عند الشدة والكروب:
ولقد ذكرتك يا بثينة في السفر ... والفلك في البحر المحيط قد انكسر
والموج من طوفانه متلاطم ... والموت للأنياب منه قد كشر
والناس قد غرقوا معاً إلا أنا ... أرجو الحمام تجاه وجهي ما استتر
وبقيت في لوح غريق كله ... والماء لي كلي إلى رأسي غمر
ومكثت حيناً من طعام معدماً ... فيه وتذكاري يقوم به الذكر
ويعحبني قوله من قصيدة مدح بها السيد النبيل، محمد بن خلفان الوكيل، عليهما رحمة الملك الجليل:
نفسي فدى الإلف الذي صار بي ... براً وما عاينت منه جفا
شمائل راقت ورقت له ... فمنه ما أحلى وما ألطفا
كأنه في حسن أخلاقه ... لنجل خلفان الوكيل اقتفى
محمد مَن ما هفا قلبه ... لريبة قط وعنها هفا
لم يك بالمخلف عهداً ولا ... كل امرئ فوه يُرى مخلفا
يجود بالمال ويسطو فكم ... أمن من قوم وكم خوفا
وما أتاه مذنب تائباً ... يطلب منه العفو إلاَّ عفا
وما شدد الدهر على شيعة ... إلاَّ عليهم جوده خففا
وبالندى منه يوفيهم ... إذا رأى الدهر لهم طففا
إذا قضى أو جاد أو صال أو ... قال حكى في فعله المصطفى
يصلح ما اختل بتدبيره ... مارتقت دنياه إلاَّ رفا
توفي رحمه الله عام ألف ومائتين وبضعة عشر.