للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم مع روسيا، فسر أهل العاصمة بالصلح، على أن أخبار سوريا ومصر لم تكن مرضية للدولة، وكان السلطان المشار إليه قد رأى مضرة الإنكشارية وتجاوزهم الحدود فرغب أن يلاشي وجاقهم ويقيم مكانهم عسكراً جديداً على الطريقة الإفرنجية، لأن الإنكشارية كانوا قد زعزعوا أركان السلطنة بعصيانهم وعدم انقيادهم، وكان قد نظم في العام الماضي بعض الفرق من النظام الجديد، فهاج الإنكشارية من ذلك، وأثاروا في القسطنطينية شغباً عظيماً يطول الكلام بذكره، واعتصبوا عصبة واحدة، وكان موافقاً لهم على منع النظام الجديد عطا الله أفندي شيخ الإسلام وقائمقام الصدر الأعظم، فقوي أمرهم به وقال لهم أنه لا يجوز أن تكون عساكر الإسلام مشبهة بالكفار، وحيث أحدثوا النظام الجديد كانوا متشبهين بالكفار، فقويت هذه الحجة في صدورهم وقالوا سيروا بنا لنلاشي النظام الجديد وننتقم من الوزراء الذي أفسدوا طهارة الإيمان بأفعالهم الشنيعة، وتحالفوا على ملاشاة وجاقات العساكر الإنكشارية، الذين هم عمدة مملكة الدولة العلية، وبعد هذا الحديث أخرجوا ورقة فيها أسماء بعض أشخاص من رجال الدولة يريدون قتلهم، أرسلها إليهم المفتي عطا الله أفندي، فأخذوا يتلونها ويسمون الأشخاص الذين يرون قتلهم، ثم ساروا يفتشون عليهم فوجدوا بعضاً منهم فقتلوهم، واختفى كثير منهم

<<  <   >  >>