يميناً بالهوى العذري لعذري ... بها بين البرية ذو اتضاح
فقد كملت صفات الحسن فيها ... كما كملت صفات أبي رباح
إمام قد سما هام الثريا ... ونال من العلا أعلى القداح
إلى قصب المكارم حاز سبقاً ... وجارى الغيث في بذل السماح
وبحر نهل مورده فرات ... جرت بعبابه سفن النجاح
بروض المجد قد غرست يداه ... غصون الفضل بادية الصلاح
يراع يمينه في الخطب أمضى ... إذا ما خط من بيض الصفاح
وركن الملة البيضاء أعلى ... بنور هداه في كل النواحي
حمى بسنان همته حماها ... فليس حريمها بالمستباح
وليس لحاسد يبغي مداه ... بمعراج المكارم من طماح
لحي حله يمم لتحظى ... بما أملته حسب اقتراح
فيا لله من حي تسامى ... ينادي الوفد حي على الفلاح
فيا مولى المعارف كل مولى ... تراه لديك مخفوض الجناح
إليك الفكر قد أهدى عروساً ... سمت بنطاقها ذات الوشاح
لها المهر القبول وليت شعري ... أهل يرجى لذلك من نجاح
فمعذرة لمن أمسى غريباً ... يكاد يغص بالماء القراح
إذا ابتسمت بروق الشام يوماً ... فيملأ أرض مصر بالنواح
مقيم جسمه فيها ولكن ... له قلب بهاتيك البطاح
بقيت بأوج مجدك ما تغنت ... بروض الشكر أطيار امتداح
وله نظم كثير رقيق ونثر بكل مدح حقيق، وتأليفات لطيفة وتحقيقات شريفة، ومفاكهات حسنة وإدراكات مستحسنة، وبعد موت أخيه الكبير آل الإفتاء منه إليه وإنه لا يليق أن يكون مستنداً في استحقاقه إلا عليه، ولم يزل ذا سيرة حميدة وشهرة بديعة فريدة.