أيقظ جفونك من طيب الكرى وعظ ... فليس شخص على الدنيا يمتعظ
لو كان يبقى بهذا الدهر ذو شرف ... ما مات مثل الإمام العالم الوعظ
عبد الجواد الذي أحيا النفوس بما ... أسداه من نور قلب مشرق يقظ
ضاق الفضا مذ قضى أيامه ومضى ... إلى إله كريم خير محتفظ
بشرا فالحور قد قالت مهنئة ... أرخ بدار الهدى عبد الجواد حظي
وقد مدحه الشيخ محمد شهاب بقصيدة منها:
أدر كؤوس التصابي واجل قدحاً ... وخل من في مجالي صفوها قدحا
رهاتها خمرة بكرا معتقة ... بكر بها لحديث الوجد قد شرحا
إلى أن قال:
نعم الخليفة في وجود وفي كرم ... عبد الجواد سليل السادة الصلحا
يا حسنه واصلاً كانت طريقته ... لله في الله لا في نيل ما قبحا
دلت على سره أنوار ظاهره ... والظرف يشعر بالمظروف إن نضحا
وممن رثاه أحد علماء الأزهر العالم الفاضل الشيخ علي غزال فقال:
أبدرتم العلا من أفقه نزلا ... أم كوكب السعد لما تم قد أفلا
أم حادث الدهر وافتني نوائبه ... إذ ما سمعنا به في حكمه عدلا
حيث الإمام أبو الأنوار قد غربت ... من بيننا شمسه لما قضى الأجلا
شيخ الشيوخ القياتي الذي شرفت ... به الأواخر حتى أدركوا الأولا
وأطال فيما قال مع إنه لم يذكر من شيم هذا المفضال، إلا قطرة من بحر أو ذرة من بر، وقد رثاه غيره بمراثي كثيرة، وهي في محلة موجودة وشهيرة، ولو أردنا ذكرها مع ما مدح به هذا الفاضل صفوة الأخيار، لاحتاج الأمر إلى عدة أسفار، ولكن الشمس لا تحتاج إلى مديح، والبدر غني إشراقه عن التصريح نفعنا الله به والمسلمين آمين.