للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأناس منهم علي أناس ... مذ تساموا إلى العلا أعلانا

فاطميون يفطمون عن الغي ... نفوساً تهوى التقوى إعلانا

هم عيون من الوجود وإن هم ... حجبوا عن زهو الدنا الإنسانا

فصرف المترجم إلى العلوم العناية وأمسك بزمام الرواية والدراية، وأحيا مآثر أجداده واشتهر صيته في حاضر قطره وباده، وسقى رحيق تحريره بكؤوس تقرير وتحبيره كل معاصر ذكي وجهبذ سامي الجد زكي، وتقي فائض الأسرار وصوفي صفا ورده من الأكدار، وأعمل أقلامه ليرفع من شرع جده أعلامه، ويضحك من السنة ثغراً أضحك الله سنه، وداوى بمعارف إسناده وتنظيره وإيراده كلوم البحث والمناظرة، وأجرى كميت أنظاره فأفحم مناظره، ونظر في الحكمة فكان مركز الدائرة، وعرف علماء قطره فضله الذي يري أنه بدر عصره، وأقروا بأنه من الحكمة اللسان ومن عين النظر الإنسان. وأقبلوا إليه فرادى ومثنى، وزينوا من جواهر خاطره لكل فكر نحراً وأذناً:

يكاد إذا تصبب في حديث ... يضارع مالكاً حفظاً وضبطا

فقل للسامعين له أصيخوا ... لقول صار للأفكار سمطا

متى أصغى له ندب بسمع ... يجد منه لذاك السمع قرطا

وأضاف إلى العلوم النقلية ما هو عقد في نحرها من الدلائل العقلية، وتجلى على موجهات الشمسية إلى أن دعي ابن بجدتها في الناحية الكردية.

لنا من أولى البيت المطهر سادة ... يداوون للأحكام للملة الكلما

فوارس يقرون العدة صوارما ... ويقرون مهديا إلى سبلهم علما

فما مثلهم في العلم يوماً رأيته ... إذا نظروا أجلوا عن المشكل الظلما

وإن قرروا في حلبة الدرس ذقت من ... مقاولهم عذبا تخيله الظلما

وللمرتضى عبد الرحيم مباحث ... إذا امتص منها الفكر لم يذق السقما

<<  <   >  >>