للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وناعورة ناشدتها عن حنينها ... حنين الحوار والدموع تسيل

فقالت وأبدت عذرها بمقالها ... وللصدق آيات عليه دليل

الست تراني ألقم الثدي لحظة ... وادفع عنه والبلاء طويل

وحالي لحال العشق بات محالفاً ... يدور بدار الحب وهو ذليل

يطأطئ حزناً رأسه بتذلل ... ويرفع أخرى والعويل عويل

وفي أول رجب سنة ألف ومائتين وتسع وسبعين توجه إلى الحجاز من جهة البحر، فنزل من بيروت إلى الإسكندرية ثم إلى مصر، بكل عز وإكرام، ثم إلى مكة، وبعد أيام أخذ الطريقة الشاذلية عن العارف بالله الشيخ محمد الفاسي واختلى مدة في غار حراء فبلغ مطلوبه ونال مرغوبه، وفتحت له كنوز الأسرار وكشف له عن رموز الستار، وبرقت له البوارق ووردت عليه الواردات من المنهل الرائق، وبعد خروجه من غار حراء، توجه إلى الطائف الشريف فمكث هناك نحو ثلاثة أشهر، وهو على اشتغاله واجتهاده في الطريق، ونظم هناك قصيدته التي يذكر بها بدايته ونهايته، ويمدح بها شيخه ويذكر خلافته وولايته، وأولها:

أمسعود جاء السعد والخير واليسر ... وولت جيوس النحس ليس لها ذكر

إلى أن قال:

أتاني مربي العارفين بنفسه ... ولا عجب فالعسر من بعده يسر

وأعني به شيخي الإمام وعدتي ... لهيبته تغضي له الأسد والنمر

محمد الفاسي له من محمد ... كمال الرضى والحال والشيم الغر

أبو حسن لو قد رآه أحبه ... وقال له أنت الخليفة يا بحر

إلى آخرها، وهي طويلة ذكر بها أسراراً وأموراً تدل على بعض ما حصل له من الفتح الرحماني والكشف الصمداني.

<<  <   >  >>