للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واعطف بفضل وافر ... للشهم عبد القادر

سبط النبي الطاهر ... من قد هدانا سبلنا

دور

واحفظ لنا أشباله ... وامنحهم إقباله

يسر له آماله ... وافتح له يا ربنا

وبعد أن أقام حضرة الأمير المترجم مدة شهرين في الآستانة، توجه إلى فرنسا فاهتز القطر لقدومه، وتحرك لاستقباله ركن العاصمة من حاكمه ومحكومه، ونال من القدر أعلاه ومن الاحتفال أجلاه وأولاه. وقابل الإمبراطور نابليون وجلس معه ساعة وبذل له من الاحترام اتساعه، ثم بعد أيام رحل إلى لوندرا مملكة الإنكليز، وحصل له من الدولة والأهالي كل قدر عزيز، ثم بعد تمام اطلاعه على تلك المحلات رجع إلى باريز، وغب وداع الإمبراطور ورجال الدولة توجه إلى وطنه دمشق الشام، وكان قد زيد له في معاشة في كل سنة خمسون ألف فرنك، فصار جملة معاشه في كل شهر ستمائة ليرة فرنساوية، اثنا عشر ألف فرنك، ولا زال في طريق رجوعه إلى الشام إلى أن وصلها، لا يمر على بلدة إلا ويقابل بكل مقام عال، ولما أقبل على الشام خرج أكابرها وعلماؤها لاستقباله والسلام عليه، فعاملهم بأحسن معاملة ولاطفهم غاية الملاطفة، وكان يحادثهم بما أنعم الله به علي تحدثا بنعمة الله تعالى.

وفي تشرين الثاني سنة ألف وثمانمائة وتسع وستين الموافق سنة ألف ومائتين وخمس وثمانين، دعي إلى حضور فتح خليج السويس كما دعي إلى ذلك أعيان العالم، فاجتمع في مصر بإمبراطورة فرنسا وكان له منها الاحتفال العظيم والالتفات الجسيم، ثم عاد إلى الشام بعد مدة قريبة.

وفي سنة ألف ومائتين وتسع وتسعين، خرج ومعه بعض أولاده السادات

<<  <   >  >>