للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يد المنون به اغتالت أمير علا ... فاغتالت المجد والمعروف والكرما

نتيجة الدهر عبد القادر العلم المولى الذي في البرايا قدره عظما

السيد السند الشهم الذي عظمت ... أخلاقه فاغتدى بين الملا علما

دوح السيادة تاج المجد بهجته ... ثغر المعالي بها قد كان مبتسما

إنسان عين أولي العلياء سيد من ... سيب المكارم منهم سح وانسجما

أمير مجد سما هام السهى شرفاً ... وكان للعز والعلياء خير حمى

أمير حزم حكت آراؤه شهباً ... لكل مارد خطب رائع رجما

غوث الطريد وغيث اللائذين إلى ... حماه يمطرهم من جوده نعما

ناديه مصدر أنواع الندى أبداً ... ما من يوماً بما يعطي ولا سئما

أربى على كل ذي فخر بنسبته ... لسبط خير رسول بالفخار سما

بمجده سادت السادات وافتخرت ... وعقدهم بعلاه كان منتظما

أقواله درر أفعاله غرر ... وجه المعالي بها قد كان متسما

هذا وكان المترجم معظماً عند سائر ملوك البلاد الإفرنجية فكانوا يطلبون صورته ويطلبون أن يكتب عليها، فكتب على بعضها ما صورته:

لئن كان هذا الرسم يعطيك ظاهري ... فليس يريك النظم صورتنا العظمى

فثم وراء الرسم شخص محجب ... له همة تعلو بأخمصها النجما

وما المرء بالوجه الصبيح افتخاره ... ولكنه بالفضل والخلق الأسمى

وإن جمعت للمرء هذي وهذه ... فذاك الذي لا يبتغي بعده نعما

وله نظم بديع، ونثر فائق رفيع، غير أنها بعضها في الرقائق، وأكثرها في الحقائق، تدل على سمو معارفه، وعلو عوارفه، نفعنا الله به في الدارين بجاه محمد سيد الكونين. آمين.

<<  <   >  >>