للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مدته له نظير، وهو رحمه الله تعالى من جملة من رغبني في تأليف وشرح المنتقى، فشرعت فيه في حياته وعرضت عليه كراريس من أوله فقال: إذا كمل على هذه الكيفية في نحو عشرين مجلداً وأهل العصر لا يرغبون فيما بلغ من التطويل إلى هذا المقدار، ثم أرشدني إلى الاختصار ففعلت، فكمل بحمد الله وبيضته في أربع مجلدات، ولم يكمل إلا بعد موته بنحو ثلاث سنين. وترجمه في النفس اليماني والروح الريحاني بقوله: السيد الإمام إنسان عين الأعلام، صدر العلماء المعتمدين بدر الأئمة المجتهدين، له العلوم الزاخرة، والأحوال الشريفة الفاخرة، والأخلاق النبوية والسيرة المحمدية، من مشايخه الشيخان العلامتان عبد الخارق بن أبي بكر ومحمد بن علاء الدين المزجاجيان، ومن أهل الرحمين السيد الإمام العلامة محمد بن الطيب المغربي الفاسي. وله من الأساتذة الكملة نيف وثمانون شيخاً، ومن المؤلفات ما يزيد على الأربعين مؤلفاً: منها حاشية القسطلاني وحاشية الجلالين وحاشية المطول ومختصره وشرح كفاية المتحفظ، ومن مشايخه أيضاً محمد حياه السندي المدني، وقد ترجمه وامتدحه عمدة من العلماء الأعلام، منهم القاضي العلامة قال في جملة ترجمته: تسامى له السند العالي مع النسب الغالي، مظهر السنة النبوية على رؤوس الأشهاد، مبكتاً لأهل البدعة في الحاضرة والباد. ولقد قام بهذا الواجب أتم قيام، وذب عن سنة جده بين الأنام، وأدخلها إلى أذهان الفقهاء المقلدين، وقبلها من له الفهم المكين، والذهن السمين وسلك طريق المتقين، ومال عن الاعتساف وآض إلى الإنصاف، فلله دره من عالم هدى وأمال عن طريق الردى. امتدحه السيد العلامة علي بن محمد بن علي بن أحمد اليمني بقصيدة أبان فيها أوصافه الجميلة، وأياديه الجزيلة. توفي رحمه الله سنة ألف ومائتين وسبع.

<<  <   >  >>