شاه العارفين، ومليك المرشدين الكاملين، مظهر علوم الدين، ومظهر سر الهداية واليقين، المحقق بمقام التلوين في التمكين، شيخ مشايخ الديار الهندية، ووارث المعارف والأسرار المجددية، سباح بحار التوحيد، سياح قفار التجريد، قطب الطرائق، وغوث الخلائق، ومعدن الحقائق. نال قدس الله سره من العلوم الإلهية ما نال، ومن المقامات العلية ما لا يخطر ببال. وذلك أن هذا العزيز، بعد ما بلغ سن التمييز، أكب على تحصيل الفضائل، والتحلي بأحسن الشمائل، حتى صعد بهمته إلى سماء علوم الرسوم، فتناول من ثرياها أعظم النجوم، إلى أن أصبح في كل علم إماماً، فزاد إقداماً على الترقي في المعالي واهتماماً، فصعد النظر إلى قمر المعارف، فرأى نوره مستمداً من شمس أستاذه العارف، فقصد على جنائب العزم جنابه، ويمم بالهمم الكبار رحابه، فأقبلت به نسمة القبول، على حرم مراحم الوصول، إلى ذلك المقام المأمول، مقام المرشد العظيم، فحنا عليه بقلبه السليم، حنو المرضعات على الفطيم، وجعل يمده بمدده الروحاني، ويربيه بنفيس نفسه الرحماني، ويرقيه إلى مدارج الأخيار، ويقيه أغيار الأغيان وأغيان الأغيار، حتى إذا جذبه إلى مقام حق اليقين، وانتهى به إلى سدرة منتهى المقربين، عاد إلى عالم الشهادة وقد خلع عليه خلع السيادة، وأصبح من غيث إحسانه غوث زمانه، وعهد إليه بعده بإرشاد المسترشدين عنده، فوفى عهده، وصدق وعده، وكان خير خلف، لأشرف سلف. قام بتأييد الشريعة المحمدية، وتجديد معالم السنة السنية، وأداء حقوق الحقائق، وإحياء