الذي فيه الآثار النبوية التي في جامع دهلي، واطلبوا لي من صاحبها الشفاعة وأوصاهم أن ينشدوا أمام جنازته هذين البيتين:
وفدت على الكريم بغير زاد ... من الحسنات والقلب السليم
فحمل الزاد أقبح ما رأينا ... إذا كان القدوم على الكريم
فلما كان وقت الإشراق من يوم الاثنين ثاني عشر صفر أمر بحضور أبي سعيد من داره سريعاً، فنظر إليه ثم وضع رأسه في صدره، وهو جالس على هيئة الاحتباء وقتئذ، فالتحق بالرفيق الأعلى، فغسل بأمواه الأنوار، وكفن بأثواب الأسرار، وحمل على أطراف الأصابع إلى المسجد الجامع، وقد انفضت لأجله المجامع وهرعت لرباطه الناس حتى غصت بالمشيعين الشوارع، فصلى عليه الإمام أبو سعيد ووضعوه تبركاً عند الآثار النبوية، ثم أتوا به الخانقاه فدفنوه في الجانب الأيمن من البقعة المباركة التي ضمت المرحوم مرشده الشهيد. وكان لمشهده في دهلي يوم مشهور، وأرخ أدباء الهند ذلك بتواريخ متعددة أحسنها تاريخان، أحدهما نثر وهو " نور الله مضجعه " وثانيهما ضمن مقطوعة بالفارسية وهو قوله: " في روح وريحان وجنات النعيم " فنظمتها تبركاً به فقلت في الأول: