للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ريعان

شبابه أيام كانت مصر خالية من الكتاب، يقل فيها الناظرون إلى لباب الآداب، وكان على تأخره في الزمان، يذهب في نثره مذهب أهل القرون الوسطى من أبناء اللسان، تمتزج عباراته بالأرواح رقة، وتسري معانيه إلى عمائق القلوب دقة، ولا شيء أسلسل من سجعه، إلا ما وهب من طبعه، وغاية ما أقول أن شهرته رحمه الله في النثر والشعر معلومة تغني عن إطالة الكلام. شبابه أيام كانت مصر خالية من الكتاب، يقل فيها الناظرون إلى لباب الآداب، وكان على تأخره في الزمان، يذهب في نثره مذهب أهل القرون الوسطى من أبناء اللسان، تمتزج عباراته بالأرواح رقة، وتسري معانيه إلى عمائق القلوب دقة، ولا شيء أسلسل من سجعه، إلا ما وهب من طبعه، وغاية ما أقول أن شهرته رحمه الله في النثر والشعر معلومة تغني عن إطالة الكلام.

وكان من حال شبابه له في أكثر العلوم تضلع وإلمام، فكان يكتب للملوك والأعيان، على لسان الدولة المصرية ذات القدر والشان، ولا يقدر أحد من أهل الأدب، أن يقلده إذا أنشأ أو كتب، فكأن هذا الأمر قد انتهى إليه، ودار مدار قطبه عليه، وقد نوه بفضله وعلو قدره، كثير من ذوي مصره وأهالي عصره، منهم الأديب الماهر، والناظم الناثر، أحمد أفندي فارس صاحب الجوائب والرأي العال، فقد ذكره في كتابه سر الليال، حين تكلم على السجع فقال: وممن برع فيه في هذا العصر، وحق لديه العلو والفخر، في الإنشاءات الديوانية، وهي عندي أوعر مسلكاً من المقامات الحريرية، الأديب الأريب الفاضل العبقري، عبد الله بيك فكري المصري، فلو أدركه صاحب المثل السائر، لقال كم ترك الأول للآخر. فسبحان المنعم على من يشاء بما شاء، ومن أجل تلك النعم الإنشاء.

ومن إنشائه كتاب له في زمن جناب إسماعيل باشا الخديوي السابق على لسان سعادة علي باشا مبارك ناظر المعرف العمومية إلى المرحوم سلطان باشا حين كان مفتش الأقاليم الصعيدية يستحثه فيه على ترويج جريدة روضة المدارس وهي صحيفة استحدثت إذ ذاك في ديوان المدارس.

قال رحمه الله بعد ديباجة الكتاب:

<<  <   >  >>