فاليوم نلثم من بنان يمينه ... سحباً موارد فيضهن غزار
من كف فياض اليدين يمينه ... يمن ويسراه ندى ويسار
ونشنف الأسماع من ألفاظه ... دراً غدت أصدافه الأفكار
ونرى منار الحق فوق جبينه ... كالشمس ليس وراءها أستار
نور تلألأ في جبين موفق ... للحق في توفيقه أسرار
مولاي قد سرنا بأمرك نبتغي ... لرضاك ما تسمو به الأقدار
نصل المغارب بالمشارق والسرى ... بالسير لا ملل ولا إقصار
ونلف أذيال الأباطح بالربى ... تنتابنا الأنجاد والأغوار
لا البحر ذو الأمواج نخشى بأسه ... يوماً وليس البر فيه نضار
البحر بر في رضاك بمن به ... والبر من جدوى نداك بحار
ومدى النهار صباح خير كله ... بسعود جدك والدجى أسحار
نطوي البلاد بطيب ذكره نشره ... عبق ونفحة ريحه معطار
ونؤرج الأرجاء باسمك مدحة ... طابت بها الأسحار والأسمار
يهتز سامعها بحسن سماعها ... طرباً ويخبر غائباً حضار
ويروح سامعها يميل بعطفه ... ثملاً كأن دارت عليه عقار
نفشي بها صدر الندي ندية ... يحلو بها الإيراد والإصدار
نتلو مديحك معلنين بنشره ... جهراً فلا كتم ولا أسرار
لا يعتري فحواه وصمة ريبة ... تخشى ولا رد ولا استنكار