للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كالقطر جاد به غمام مبرق ... دانى الهيادب عارض مدرار

نبدي الذي نبدي وكل مطرق ... سمعاً ومنطق ذي المقال جهار

حتى نتم كما نشاء القول في ... أمد أعد لوقته مقدار

فيقول صاحبهم أما من باحث ... فيما يقول وقوله استفسار

وتصفق الحضار لاستحسان ما ... قلنا ويظهر فيهم استبشار

هاهم رجالك أيها المولى ولا ... من عليك ونعم من تختار

لا أبتغي مدحاً لنفسي أنني ... بعلاك أفخر لا عداك فخار

هذي محاسن يمن طالعك الذي ... بسعوده قد ساعد المقدار

ثم انثنينا راجعين يسوقنا ... لحماك أشواق لهن أوار

نأوي لخير حمى بظلك كله ... أمن وما للجور فيه جوار

فاسلم لمصر وأهلها ليرى بها ... لنماء غرس يمينك استثمار

واسلم لأنجال وآل كلهم ... خير وآل الخيرين خيار

وإليكها مولاي صنعة ليلة ... لحق العشار بوشيها الأسحار

حتى كساها الصبح رونق وجهه ... حسناً وألبسها الضياء نهار

إلى هنا اقتصرنا على بعض غرره وفرائده، من شائق نثره ورائق قصائده، وإلا فرحمه الله، درره لا تحصى، وجواهره لا تستقصى، وكم له من نثر فائق، ونظم رائق، والحق يقال أنه لغني بشهرته في الآفاق عن التعريف، وكيف لا وقد سبق رحمه الله فرسان التصنيف والترصيف، وبالجملة فإنه لا يماثله بكل فن مماثل، ولا يعادله في الفضل معادل، وحيث أنه قد أصيب هذا القطر بفقده وهو من أجلائه،

<<  <   >  >>