للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوة سلطنته، فعين لكل واحد منهم بلادا، ففوض خوارزم وخراسان ومازندران إلى ولي عهده قطب الدين أزلاع شاه، وفوض ملك غزنة، وباميان (١)، والغور، وبُست (٢)؛ وبكبابان، وزمين دور (٣) وما يليها من بلاد الهند إلى ولده الكبير جلال الدين منكبرتي، واستوزر له الصدر شمس الملك شهاب الدين الهروي، وحيث كان لم ير انفصال جلال الدين عن خدمته لمحبته له، واعتقاده ببسالته استناب عنه ببلاد الهند كُرْبُز ملك، فنهض إليها وضبطها فحسنت في السياسة سيرته، وأذعنت له من الملوك جيرته، وأقام بها إلى أن سار إليها جلال الدين بعد خروج التتار على ما يأتي شرحه. ونصَّ ملك كرمان وكيش (٤) ومكران على ولده غياث الدين تترشاه، واستوزر له الصدر تاج الدين بن كريم الشرق النيسابوري، فسار تترشاه إليها بعد ظهور التتار، فملكها إلى أن خلت العراق ممن يقوم بضبطها بعد وفاة السلطان وتسحب جلال الدين إلى الهند. ولما سار تترشاه إلى العراق وملكها استناب الحاجب براق بكرمان، وسنذكر باقي أحواله في موضعه إن شاء الله تعالى، وسلم ملك العراق إلى ولده ركن الدين غورشاه، وكان أحسن أولاده، واستوزر له عماد الملك محمد بن سديد الساوي، وقد ناب المذكور عن نظام الملك في الوزارة عدة سنين، ونال فيها رتبة لم ينلها من قبل هؤلاء. وسبب تسميته بغور شاه أنه ولد يوم وردت البشارة على السلطان بالتملك للغور، وزوجه السلطان بابنة هزار رَسف ملك الجبال، وكان سبب تزويجه أنه كان ملكهـ مجاورا (٥) بلاده (٦).


(١) باميان: بلدة وكورة في الجبال بين بلخ وهراة وغزنة.
انظر: معجم البلدان، ج ١، ص ٤٨١.
(٢) بسنا: مدينة بين سجستان وغزنين وهراة.
انظر: معجم البلدان، ج ١، ص ٦١٢.
(٣) زمين دور: وتكتب أيضا "زمين داور" وهي بلدة بين سجستان والغور.
انظر: سيرة متكبرني، ص ٧٢، حاشية (١).
(٤) كيش: جزيرة في وسط البحر تعد من أعمال فارس وتعد من أعمال عُمان.
انظر: معجم البلدان، ج ٤، ص ٣٣٣.
(٥) "مجاور": كذا في الأصل، والصحيح لغة ما أثبتناه.
(٦) انظر: سيرة منكبرتي، ص ٧١ - ٧٣؛ نهاية الأرب، ج ٢٧، ص ٢٥٢ - ص ٢٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>