للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتمزق الجميع ونهب. وفي تاريخ بيبرس: وقد كانت جُشارات (١) خيله تنيف على ثلاثين ألف جشار متفرقة في البلاد، وقال أبو الفتح المنشيء كاتب إنشاء خوارزم شاه: ح كي لي الأمير تاج الدين عمر البسطامي وكان من جملة الكتاب للدرج (٢)، قال: وصل السلطان في مسيرة إلى العراق فاستحضرني وأحضر عشرة صناديق، ثم قال: هل تعلم ما فيها؟ قلت: السلطان أخبر بها. قال: هذه كلها جواهر لا تعرف قيمتها غير أن هذين - وأشار إلى صندوقين منها - فيهما من الجواهر ما يساوي خراج الأرض بأسرها، فأمرني بحملها إلى قلعة أَرْدَهَن (٣)، وهي من أحصن قلاع الأرض فحملتها إليها، وأخذت خط الوالي بها وبوصولها مختومة، ولما انتشر التتار في الأقطار، وأمنوا جانب السلطان خوارزم شاه حاصروا القلعة المذكورة إلى أن صالحهم الوالي بها على تسليم الصناديق إليهم، فتسلموها بختوُمها وحملت إلى جنكيزخان، فسبحان الملك القهار، وما الدنيا لساكنها بدار، ولا الركون إليها إلا انخداع واغترار.

(السابع) في أولاده: قال بيبرس في تاريخه: وكان له من الأولاد خمسة وهم: جلال الدين منكبرتي، ومظفر الدين أزلاع شاه، وآق شاه، وهؤلاء الثلاثة كانوا معه وكانت ولاية العهد لأزلاع شاه، ولما مرض وهو في الحالة المذكورة نقل ولاية العهد من أزلاع شاه إلى جلال الدين منكبرتي، وقال: إن عرى السلطنة قد انفصمت، والدولة قد وهنت وانهزمت، وهذا العدو قد قويت شوكته، وما يأخذ ثأري منه إلا جلال الدين منكبرتي، وشد بيده سيفه على وسطه، وأوصى أخوته بطاعته، ولم يلبث بعد ذلك إلا أياما قلائل حتى مات (رحمه الله)، وابنه الرابع ركن الدين غور صانجتي، وكان بالعراق يوم مات أبوه، والخامس غياث الدين تترشاه وكان بكرمان. وقال أبو الفتح المنشي: إن السلطان علاء الدين خوارزم شاه محمد [٤١٦] قسم الملك بين أولاده، وكان ذلك في


(١) الجشُار: هو مكان رعى الماشية من خيل وغيره. انظر: المقريزي، السلوك، ج ١، ص ٤٩٠، حاشية (٢).
(٢) كُتَّاب الدرج: هم الطبقة الثانية من موظفي ديوان الإنشاء، وهم الذين يكتبون ما يوقع به كاتب السر أو كتاب الدست أو إشارة النائب أو الوزير أو رسالة الدوادار ونحو ذلك، وسموا كتاب الدرج لكتابتهم هذه المكتوبات في دروج الورق. انظر: مصطلحات صبح الأعشى، ج ١٥، ص ٢٨٠، ٢٨١.
(٣) قلعة أردهن: قلعة حصينة من أعمال الري، بين دنباوند وطبرستان. انظر: معجم البلدان، ج ١، ص ٢٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>