للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علامة بإطلاق البلاد والأموال، ثم أدركته المنية وهو بالجزيرة على تلك الحالة في هذه السنة، وغسلة شمس الدين محمود بن بلاغ الجاويش ومقرب الدين مقدم الفراشين، ولم يكن عنده ما يكفمن به، فكفن في قميصه، ودفن بالجزيرة في هذه السنة على سنة سبع عشرة وستمائة (١). وذكر في المرآة (٢) وفاته في سنة خمس عشرة وستمائة والصحيح ما ذكرناه؛ لأن أبا الفتح المنشئ النَّسَائِيّ كاتب إنشائه ذكر وفاته في هذه السنة والعمدة عليه في هذا، وكانت مدة مملكته إحدى وعشرين سنة وشهورا. وفي المرآة (٣): ولما نزل خوارزم شاه همذان كان في عسكره [٤١٥] سبعون ألفا من الخطأ وكانوا اتفقوا على قتله، ولما علم بذلك سار من همذان طالبا خراسان، فنزل مرو وكان خاله من الخطأ وكانوا قد حلفوه أن لا يطلعه على ما دبروا عليه، فجاء إليه في الليل وكتب في يده صورة الحال، ووقف بإزائه فنظر إلى السطور وفهمها وهو يقول: خذ لنفسك فالساعة تُقْتَل، فقام وخرج من تحت ذيل الشقة ومعه ولداه جلال الدين وآخر، فركب وسار بهما، ولما خرج من الخيمة دخل الخطأ والعساكر من بابها ظنا منهم أنه فيها، فلم يجدوه فنهبوا الخزائن والخيول والخيام والجواري، وأما خوارزم شاه فإنه هرب إلى البحر وركب في مركب صغير إلى جزيرة، وهرب ولده جلال الدين إلى الهند ومعه أخوه، وصعد خوارزم شاه إلى الجزيرة وبها قلعة ليتحصن بها، فأدركه الموت دون صعود القلعة، فدفنوه على ساحل البحر، وجاء الخطا فدلوا عليه، فنبشوه وقطعوا رأسه، وأخذوه وعادوا، وتفرقت الممالك بعده، وظهر التتار على الخطأ بعد سنتين، وصار الخطأ تبعا لهم وأخذوا البلاد.

(السادس) في خزائنه وأمواله: وفي المرآة (٤): لما نهب الخطا خزائنه في الليلة قصدوا قتله كما ذكرناه الآن، كان في خزائنه عشرة (٥) ألف ألف دينار، وألف حمل قماش أطلس وغيره، وكان له عشرون ألف فرس وبغل، وكان له عشرة آلاف مملوك مثل الملوك،


(١) انظر وفاته في الكامل، ج ١٢، ص ٣٧٠؛ سيرة منكبرتي، ص ١٠٤ - ١٠٨؛ نهاية الأرب، ج ٢٧، ص ٢٤٨ - ص ٢٥١.
(٢) سبط ابن الجوزي، ج ٨، ص ٣٩٤.
(٣) سبط ابن الجوزي، ج ٨، ص ٣٩٣، ص ٣٩٤.
(٤) سبط ابن الجوزي، ج ٨، ص ٣٩٤.
(٥) "ألف ألف دينار" كذا في الأصل، والمثبت من مرآة الزمان حيث ينقل عنه العيني، ج ٨، ص ٣٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>