للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدواة، وعلامة السلحدارية القوس، وعلامة الطشدارية الطشت والإبريق، وعلامة الجمدارية البقج، وعلامة الأمير أخورية البغل، وعلامة البهلوانية الدبوس، وعلامة الجاندارية الحربة، وعلامة الجاوشية قبة من الذهب مضروبة بخيط على قلانسهم تعرف من بعيد فَيُحْتَرز منهم، وكانوا يطردون الناس ضربا من غير احتراز، وكان حجاب (١) الميمنة غير حجاب الميسرة، ولكل فرقة منهم كبير يعرف بخاص حاجب، وهكذا البهلوانية، والجاويشية، والملوك، والخانات (٢)، والأمراء أصحاب الميمنة والميسرة، وإذا حضروا مجلس السلطان لاتقف كل فرقة إلا عن جهتها.

وأما السماط فكانوا يمدوه والناس وقوف، ولا يقدر أحد أن يجلس ولا يمد يده إلى القمة حتى يأكل السلطان لقمة من الخونجات (٣) التي بين يديه، ثم يؤمر الناس بالجلوس للأكل فتحمل الخونجات الخاص إلى الجهتين برسم الملوك والخانات، ويجلس سائر الناس على السماط العام، والزبادي كلها ذهبية وفضية. ومن عادته إذا عاد من سيره لم يخاطب إلا بالحجاب.

(الخامس) في وفاته: قد ذكرنا ما جرى بينه وبين جنكيزخان، وآخر الأمر لما هرب من التتار دخل قلعته التي في وسط بحر طبرستان وهم يسمونه بحر القلزم وليس كذلك، ويحصن بها من التتار، وحصل له مرض ذات الجنب (٤)، وأقام هناك فريدا وحيدا طريدا لا يملك طارفا ولا تليدا، والمرض يزداد به، وكان في أهل مازندران أناس يتقربون إليه بالمأكول وما يشتهيه، وكان إذا أهدى إليه شيء وهو في تلك الحالة يطلق لمن أهدى إليه بشيء، ولم يكن عنده من يكتب فتولى ذلك بنفسه، وكان يعطى مثل السكين والمنديل


(١) الحُجَّاب: الحاجب هو الشخص الذي يقف على باب الخليفة أو السلطان، وقد تطورت وظيفته حتى أصبح ينظر في الشكاوي بين الأمراء والجند، أما حاجب الميمنة نهو أمير عشرة أو أمير خمسة، وحاجب الميسرة جندي من اجناد الخليفة، وكان هذا في العصرين الأيوبي والمملوكي.
انظر: صبح الأعشى، ج ٤، ص ١٩ - ص ٢٠، ص ٢١٨.
(٢) الخانات: هم أعلى عساكر المملكة.
انظر: صبح الأعشى، ج ٥، ص ٩١.
(٣) الخوان: ذكر القلقشندي أن المائدة لا يقال لها مائدة بدون طعام وإلا فهى خوان.
انظر: صبح الأعشى، ج ١، ص ١٥٨.
(٤) مرض ذات الجنب، يبدو أنه مرض الشلل النصفي.

<<  <  ج: ص:  >  >>