للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفيسة لا تقَوّم، من جملتها قطعة بذخشان ممسوح على قدر الكف، أفخر ما يكون من الجوهر، فقبلها منه وأضاف إليها قطعا أخر نفائس مما كان عنده، فأخذت منه في آمد "وحُمِلَت إلى جنكيز خان (١)، وأقام خاموش الملك عنده مدة، فلم يعتن به إلى أن رثت حاله، وانتكثت حباله، وأعول أهله وعياله، ففارق السلطان من غير إذن إلى علاء الدين صاحب الإسماعيلية، وساقه الموْتُ إلى الموت، فتوفي هناك بعد شهر، ثم سار السلطان إلى كنجة فوثب بأورخان ثلاثة من الفداوية، فقتلوه بظاهرها فذكرت (٢) بقية القصة مثل ما ذكرناه الآن (٣).

قلت: خاموش الذي ذكره هو ابن الأتابك أزبك صاحب أذربيجان، ولم يخلف أزبك ولدا إلا هذا، وكان قد وُلِدَ أصم أبكم على ما ذكرناه. وقال أبو الفتح المنشئ: كان اسم كيكاوس على ذلك البذخشاني، والسلطان جلال الدين أضاف إلى ذلك قطعا أخرى، وغير الصياغة، وجعل الفص الكيكاوسي واسطتها، وكان السلطان يشدها في وسطه في الأعياد لا غير إلى أن كبسه التتار في آمد في شوال سنة ثمان وعشرين وستمائة، فظفروا بالحياصة وسائر الجواهر، وحملت إلى ابن (٤) جنكيزخان الذي يسمى خاقان (٥).

وأما وزير جلال الدين الذي ذكرناه فهو فخر الدين بن على بن أبي القاسم الجندى، ويلقب بشرف الملك خواجة (٦) جهان، كان نائبا عن المستوفي (٧) بديوان الجند (٨)، ثم


(١) ورد في سيرة منكبرتي "وحمِلُت إلى الخاقان ابن جنكيزخان" ص ٢٢٣.
(٢) "ذكر" كذا في الأصل، والصحيح لغة ما أثبتناه.
(٣) وردت هذه الأحداث بتصرف في سيرة منكبوتي، ص ٢٢٣ - ٢٢٦.
(٤) ابن جنكيزخان: هو الخاقان أجتاي (اكتاي): ٦٢٤/ ٦٣٩ هـ = ١٢٢٧/ ١٢٤١ م.
انظر: سيرة منكبرتي، ص ٢٢٢، حاشية (٤).
(٥) وردت هذه الأحداث بتصرف في مسيرة منكبرتي، ص ٢٢٣ - ٢٢٤.
(٦) خواجاجهان: أي سيد العالم وهي عبارة فارسية.
انظر: سيرة منكبرتي، ص ٨٢، حاشية (٣).
(٧) المتوفي: من كُتّاب الأموال بالدواوين، وعمله ضبط الديوان التابع له والتنبيه على ما فيه مصلحة من استخراج أمواله ونحو ذلك. وقد بقي اسم المستوفي في بلاد فارس إلى القرن التاسع عشر الميلادي، وكان يطلق على كبار كُتَّاب المالية. انظر: سيرة منكبرتي، ص ١٨٣، حاشية (٥).
(٨) ديوان الجند: الديوان كلمة فارسية معناها سجل أو دفتر، ثم تطور استعمال هذا اللفظ فأطلق من باب المجاز على المكان الذي تحفظ فيه السجلات الخاصة بأمور الدولة المختلفة. وقد اقتبس عمر بن الخطاب نظام الدواوين في الدولة الإسلامية بعد أن اتسعت الفتوحات في عهده وأصبحت الحاجة ماسة إلى ضبط أمور الدولة، فأنشأ ديوان الجند لكتابة أسماء الجند.
انظر: سيرة منكبرتي، ص ٤٩، حاشية (١).

<<  <  ج: ص:  >  >>