للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(الثالث) في مآثره: قال بيبرس: اعتنى بأرض الحجاز، فبني حمامين بمعان للرجال والنساء، وأقام لهم الضيافة عند رواحهم إلى مكة ومجيئهم، وزرع طريق الحجاز من باب الجابية إلى مكة، وحفر البرك والمصانع، وأوقف على الحاج ضياعا بالساحل، وعلى المدارس، وأخذ قلعة العلي من بني صخر لما حج سنة إحدى عشرة وستمائة، ورتب فيها جماعة، وعمر المساجد عند جعفر (١) الطيار، وأقام الضيافات للزوار، وبني سور دمشق، وله آثار كثيرة ومآثر مشهورة (٢).

وفي المرأة (٣): بنى مدرسة (٤) بقاسيون (٥)، ودفن فيها والدته وأخاه المغيث، ومدرسة بالقدس (٦)، ودار الضيف، وبني الطارمة (٧) التي على الباب الحديدة (٨) والطيارة (٩) التي عند باب السر (١٠) المشرفة على دار المعظم (١١) العتيقة، وبني الخان على باب الجابية.

(الرابع) في وفاته: كان قد جهز العساكر إلى نابلس خوفًا من اتفاق الأنبرور مع أخيه الكامل، ومرض في نصف شوال، وكان عنده رسل الخوارزمي (١٢).


(١) جعفر الطيار: من منازل طريق الحج بين دمشق والمدينة.
انظر: الدارس، ج ١، ص ٥٨٤، حاشية (٣).
(٢) وردت هذه الأحداث في مرآة الزمان، ج ٨، ص ٤٢٩.
(٣) سبط ابن الجوزي، ج ٨، ص ٤٢٩؛ الدارس، ج ١، ص ٥٨٤.
(٤) المدرسة المعظمية: بالصالحية بسفح قاسيون الغربي جوار المدرسة العزيزية، أنشئت في سنة ٦٢١ هـ.
انظر: الدارس، ج ١، ص ٥٧٩.
(٥) قاسيون: هو الجبل المشرف على مدينة دمشق، وفيه آثار الأنبياء، وهو جبل معظم مقدس.
انظر: معجم البلدان، ج ٤، ص ١٢.
(٦) مدرسة بالقدس: وهي المدرسة المعظمية وقف الملك المعظم عيسي مقابل باب شرف الأنبياء المعروف بباب الدويدارية، تاريخ وقفها سنة ٦٦٠ هـ، وهي معمورة، وكان يدرس فيها الخالدية خصوصا الكافية والهداية.
انظر: خطط الشام، ج ٦، ص ١٢٣.
(٧) الطارمة: بيت من الخشب كالقبة. وهو دخيل أعجمي مُعَرَب؛ لسان العرب، مادة (طرم).
(٨) الباب الحديد: خاص بالقلعة التي أحدثت غربي دمشق في دولة الأتراك، سمي بذلك لأنه كله حديد فقيل الباب ثم تركت الألف واللام تخفيفا. تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر، ج ٢ ق ١ - خطط دمشق.
(٩) الطيارة: هي دار ضيافة يطلق عليها اسم الطيارة الحمراء على سور باب النقفي في حماة.
انظر: خطط الشام، ج ٦ ص ١٥٦.
(١٠) باب السر: من أبواب دمشق. الدارس، ج ٢، ص ٥٤.
(١١) "دار الطعم" كذا في الأصل، والمثبت من مراة الزمان حيث ينقل عنه العيني، ج ٨، ص ٤٢٩؛ ودار المعظم العتيقة بنابلس. مغرج الكروب، ج ٤، ص ٢٢٨.
(١٢) ورد هذا الخبر في نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ١٤٣؛ مرآة الزمان، ج ٨، ص ٤٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>