للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشنيع، ولما صار عنده أمسكه واعتقله ببعض القلاع، وقيل: إنه قتله بعد ذلك. وقيل: بل خلص من الحبس، وهرب إلى أصبهان، وتزوج براق الحاجب بأمه على كره منها، ثم قتلها، وشنع أنها أرادت أن تسقيه سمًا، وقتل معها الوزير جهان بهلوان. وقال أبو الفتح المنشئ: لما فارق غياث الدين أخاه جلال الدين راح إلى خوزستان، وأرسل وزيره كريم الشرق إلى ديوان الخلافة معلما بمفارقته أخاه، ثم ذكر القضية مثل ما ذكرناه، إلى أن قال: اقترح على علاء (١) الدين صاحب ألموت إعانته بما يحمله، ويحمل معه من الخيل، فأعانه بثلاث مائة رأس، فخرج، ووقعت عليه طائفة من العساكر المركوزة التي للسلطان مقدمهم الطواشي (٢) جُبَة السلاحدار (٣) فلحقوه ببعض حدود همذان، وأسر جماعة من الذين كانوا (٤) مع غياث الدين، ونجا إلى كرمان وبها الحاجب براق نائبه فسار إليه طمعا في وفائه فأول قبيح عامله به أنه (٥) تزوج بوالدة غياث الدين على كره منه ومنها، ثم شنع عليها بعد حين بأنها أرادت أن تسقيه سما، فقتلها، وقتل معها الوزير كريم الشرق، وجهان بهلوان، وحبس غياث الدين، فقيل: إن براقا قتله بعد حين. وقيل: إنه تخلص من الحبس إلى أصفهان، وأن جماعة من النساء بالقلعة رثين له، فاتفقن على تخليصه، فجمعن له الحبال وأدلينه من القلعة، وقتل غياث الدين بأصفهان بأمر السلطان (٦).


(١) علاء الدين صاحب ألموت: هو ابن جلال الدين الحسن الملقب بالكيا، وهو من عقب الحسن بن الصباح المقدم ذكره، وكان أبوه جلال الدين قد أظهر شعائر الإسلام ثم توفي بقلعة الموت في سنة ٦١٨ هـ، فاستولي ابنه علاء الدين على هذه القلعة وخالف رأي أبيه المذكور إلى مذهب النِّزارية، وصار رأسا من رؤوسهم.
انظر: صبح الأعشي، ج ١٣، ص ٢٤٤.
(٢) الطواشي: جمعها طواشية وهم الخدام الخصيان الذين يتولون أمر الممالك للسلطان أو الأمير.
انظر: صبح الأعشي، ج ٥، ص ٤٥٦.
(٣) السلاحدار: لقب للذي يحمل سلاح السلطان أو الأمير، كما يطلق على صناع الأسلحة.
انظر: صبح الأعشي، ج ٤، ص ١١ - ص ١٢؛ معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي، لمحمد أحمد دهمان، دار الفكر المعاصر - بيروت، ١٩٩٠.
(٤) "كان" كذا في الأصل، والصحيح لغة ما أثبتناه.
(٥) "بأنه" في الأصل، والصحيح لغة ما أثبتناه.
(٦) وردت هذه الأحداث بتصرف في سيرة منكبرتي، ص ٢٣٩ - ص ٢٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>