للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلقيبه بذلك، مات في هذه السنة بمكة، ودفن بالمعلى (١)، وكان قد مرض في اليمن مرضا شديدا وكره الإقامة بها، وعزم على مفارقتها والتوجه إلى الديار المصرية، فسار إلى مكة وهي له كما ذكرنا، واشتد مرضه بها، فتوفي فيها وعمره ست وعشرون سنة، وكانت مدة ملكه اليمن أربع (٢) عشرة سنة.

وكان لما سار من اليمن استخلف عليها على بن رسول، وكان أستاداره، فاستقر باليمن نائبا لبني أيوب، واستمر في النيابة إلى أن مات قبل سنة ثلاثين وستمائة (٣)، واستولى على اليمن بعده ولده عمر (٤) بن علي، على ما نذكره إن شاء الله. ولم تزل اليمن إلى الآن في أولاده، ولما وصل الخبر بوفاة الملك المسعود المذكور إلى أبيه الملك الكامل وهو على حصار دمشق جلس للعزاء، وخلف المسعود ولدًا صغيرا اسمه أيضا يوسف (٥)، وبقي يوسف هذا حتى مات في سلطنة عمه الملك الصالح نجم الدين أيوب صاحب مصر، وخلف يوسف ولدا صغيرا اسمه موسى (٦)، ولقب بالملك الأشرف، وهو الذي أقامه الترك في مملكة مصر بعد قتل المعظم بن الملك الصالح ابن الملك الكامل كما سنذكره إن شاء الله (٧).


(١) المعلي: وتكتب مُعَلًا وهو موضع بالحجاز.
انظر: معجم البلدان، ج ٤، ص ٥٧٧.
(٢) "أربعة عشر" كذا في الأصل والصحيح لغة ما أثبتناه.
(٣) المختصر، ج ٣، ص ١٥٨.
(٤) عمر بن على بن رسول: الملك المنصور صاحب اليمن، وثب عليه جماعة من مماليكهـ وقتلوه سنة ٦٤٨ هـ. لمعرفة المزيد انظر: المختصر، ج ٣، ص ١٨٥؛ سير أعلام النبلاء، شمس الدين الذهبي، ج ٢٣، ص ١٧٣، ترجمة (١٠٨)، مؤسسة الرسالة - بيروت - طبعة ١١، ١٤١٧ هـ / ١٩٩٦ م.
(٥) صلاح الدين يوسف بن الملك المسعود أقسيس الملقب كأبيه بالملك المسعود.
انظر: المختصر، ج ٣، ص ١٤٢؛ شفاء القلوب، ص ٣٧٨؛ ترويح القلوب، ص ٩٠.
(٦) الملك الأشرف مظفر الدين موسي بن الملك يوسف بن الملك المسعود يوسف بن الكامل محمد بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب، اتفق الأمراء على إقامته في السلطنة، وحضروا في خدمته يوم السبت لخمس مضين من جمادى الأولى سنة ٦٤٨ هـ. انظر: المختصر، ج ٣، ص ١٣٢؛ شفاء القلوب، ص ٣٧٨؛ ترويح القلوب، ص ٩٠.
(٧) وردت هذه الأحداث في مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٥٩ - ٢٦٣؛ نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ١٥٩ - ص ١٦٠، السلوك، ج ١ ق ١، ص ٢٣٧؛ أخبار الأيوبيين، ص ١٦ - ١٧؛ شفاء القلوب، ص ٣٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>