للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن كثير (١): قد ملك الملك المسعود مكة من سنة تسع عشرة وستمائة، فأحسن بها المعدلة (٢)، ونفى الزيدية (٣) منها، وأمنت الطرقات والحجاج، ولكنه كان مسرفا على نفسه، فيه عسف وظلم أيضا.

وفي تاريخ بيبرس: وكان شجاعا مقداما ذا بأس شديد، وهمة عالية، وكان أبوه يخاف منه على بقية أولاده، ولما ملك اليمن سفك دماء كثير من المفسدين، فخافته العرب وغيرهم، وعظمت هيبته، وكان قد قدم إلى أبيه زائرا، فأقام بالقصر بالقاهرة مدة، ثم عاد كما ذكرناه، ولما قدم مصر امتدحه البهاء (٤) زهير (٥) كاتب أخيه الصالح (٦) بقصيدة مطلعها:

لكم أينما كنتم مكان وإمكان … ومُلْك له تعنوا الملوك وسلطان

ضربتم من العز المنيع سرادقا … فأنتم له بين السماكين سكان

ومنها:

قدمت قدوم الليث والليث باسل … وجئت مجئ الغيثِ والغيثُ هتان

وما برحت مصرُ إليك مشوقة … ومثلك من يشتاق لُقياه صديان (٧)

ومنها:

فحسبك قد وافاكِ يا مصر يوسف … وحسبك قد وافاك يانيل طوفان (٨)


(١) البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٣٤.
(٢) المعللة: هم أهل العدل الذين يقولون: إن الله تعالى واحد في ذاته لاقسمة ولاصفة له وواحد في أفعاله لا شريك له، فلا قديم غير ذاته، ولا قسيم له في أفعاله، ومحال وجود نديمين، ومقدور بين قادرين، وذلك هو التوحيد، وأهلى العدل أي المعدلة هم من أهل السنة وأهل الاعتزال.
لمعرفة المزيد عنهم انظر: الملل والنحل، ج ١، ص ٤٢ - ص ٤٣.
(٣) الزيدية: فرقة من الشيعة وهم المنسوبون إلى زيد بن علي زين العابدين، وهم ثلاث فرق، الجارودية والسليمانية والبتيرية. لمعرفة المزيد عنهم انظر: الملل والنحل، ج ١، ص ١٥٤. ص ١٦٢؛ كشاف اصطلاحات الفنون، ج ٢، ص ٢٩٨ - ص ٢٩٩.
(٤) "البها" كذا في الأصل، وما أثبتناه من مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٦١،
(٥) البهاء زهير: هو زهير بن محمد بن علي بن يحيى بن الحسين بن جعفر المهلبي العتكي المصري ولد بمكة ونشأ بقوص، وأقام بالقاهرة، وله ديوان مشهور، وقدم على السلطان الصالح أيوب، وكان غزير المروءة، توفي سنة ٦٥٦ هـ.
لمعرفة المزيد انظر: الذيل على الروضتين، ص ٢٠١؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٢٢٤؛ شذرات الذهب، ج ٥، ص ٢٧٦ - ص ٢٧٧.
(٦) يقصد بالصالح الملك الصالح نجم الدين أيوب.
انظر: مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٦١.
(٧) "بلدان" كذا في الأصل، وما أثبتناه من مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٦٢.
(٨) ورد هذا الخبر، والأبيات الشعرية في مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٦٠ - ص ٢٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>